الثــــورة:
من المعروف أن التقدم بالعمر له تأثيرات كبيرة في صحة الإنسان؛ فكلما تقدم العمر تضعف الذاكرة ويقل التركيز والانتباه، لكن العديد من الأبحاث أثبتت أن ممارسة الرياضة بانتظام تقلل من تأثيرات التقدم بالعمر في الدماغ وتبطئ شيخوخته، وتحسن النشاط المعرفي والإدراكي عند كبار السن.
فقد أثبت رجل مئوي، يمارس التمارين الرياضية في الصالة الرياضية كل يوم، هذه النظرية قائلاً إن التمرين أفضل من الطب. وبالتالي لمن يحتاج إلى الحافز لممارسة الرياضة، عليه أن يقابل «لي سافينو»، الذي يقود نفسه إلى صالة الألعاب الرياضية معظم أيام الأسبوع للتمرين لمدة ثلاث ساعات. يرفع «لي سافينو» بانتظام الأوزان ويمارس تمارين القلب، هذا بالإضافة لممارسته بعض العادات التي أدت إلى تمتعه بعمرٍ صحي. أخبر «سافينو»، الذي يعيش بشكل مستقل في هانوفر: «لا أشعر أنني أبلغ من العمر 100 عام؛ فأنا ما زلت أذهب لممارسة الرياضة. أعلم أنه من الضروري أن أرغب في الاستمتاع بالحياة. معظم الناس في سن 100 لم يعودوا يستمتعون بالحياة. كانت أيامي طبيعية تماماً كما كنت في الثلاثين من عمري». وأضاف: «التمرين أفضل بكثير من الأدوية. يعيش الكثير من الناس على الحبوب فقط، لكنني لا أفعل ذلك. أتناول حبوباً لارتفاع ضغط الدم فقط».
يرفع «سافينو» الأوزان أيام الإثنين والأربعاء والجمعة. يستخدم 15 جهازاً للأوزان ويقوم بـ45 تكراراً في كل منها؛ أي ما يقرب من 700 تكرار لكل جلسة. الثلاثاء والخميس مخصصان للقلب. يقوم الجد بقطع مسافة 8 أميال على دراجة ثابتة، ويسير ميلين على جهاز المشي والضغط في بعض تمارين الساق والذراع والكتف الإضافية. كان يقوم بهذا الروتين بمنطقة هانوفر منذ عام 1983، ودائماً يصل لصالة الألعاب الرياضية في الساعة 7:30 صباحاً، وينتهي في الساعة 10:30.
يقول «سافينو»: «الرياضة تجعلني أشعر أنني بحالة جيدة. عندما أغادر الصالة الرياضية في الصباح بعد ثلاث ساعات من التمرين، أشعر بتحسن كبير عما كنت عليه عندما وصلت. لدي المزيد من المرونة وأشعر بدافع أكبر في الحياة». لم يكن «سافينو» يعاني من مرض خطير مثل السرطان أو أمراض القلب، لكنه كان يعاني من مشكلات في التوازن في السنوات الأخيرة بسبب مرض مينيير، وهو اضطراب في الأذن الداخلية، ويستخدم جهاز المشي. «سافينو» لديه عقل وذاكرة حادان، يتحدث بسهولة ولديه روح دعابة عالية. ينسب طول عمره المذهل إلى كل من الجينات الجيدة ونمط الحياة الصحي.
يقول «سافينو» إنه لا يحب اللحوم كثيراً، ويفضل المأكولات البحرية والخضروات. كما أنه يستمتع بصنع طبق فريتاتا، وهو طبق إيطالي يعتمد على البيض، مرة واحدة في الأسبوع. ويضيف: «الكثير من الناس يتغذون على الطعام. أنا آكل حتى أشبع ثم أتوقف. أنا لا أبحث عن أي طعام خاص. أطلب كل شيء مثل أي شخص آخر، لكن لسبب ما، ليس لدي اهتمام كبير باللحوم».
بمناسبة يوم ميلاده المائة في أب من هذا العام، اشترى سافينو لنفسه سيارة. يقود سيارته بنفسه إلى الجيم وإلى متجر البقالة للتسوق الأسبوعي. يقول الجد الأكبر إن لديه حباً كبيراً لأكل الحلويات وينغمس في تناولها بشكل متواضع. لديه حلوى صغيرة في الغداء وبعد العشاء، ويستمتع بتناول البسكويت أو بودنغ الشوكولاتة.
كان «سافينو» متزوجاً من حبيبته في المدرسة الثانوية، «باربرا»، لمدة 70 عاماً. هو من عائلة إيطالية، وهي من عائلة أيرلندية. توفيت زوجة «سافينو» قبل 11 عاماً عن عمرٍ يناهز 89 عاماً. يقول: «لقد كنا زوجين جيدين». كان لديهما أربعة أبناء. أكبرهم يبلغ 77 عاماً ولكن «سافينو» لا يزال يسميهم «أطفال». للجد الأكبر أيضاً أصدقاء مقربون طوال حياته ولا يزال يستمتع بتكوين صداقات جديدة عندما يمارس الرياضة. يقول: «أنا متفائل جداً، لقد كنت دائماً كذلك. أنظر إلى الجانب المشرق من الأشياء».
عمل «سافينو» حتى بلغ من العمر 83 عاماً، ولم يرغب في التقاعد، لكنه فعل ذلك لأن سفره التجاري المستمر أزعج زوجته. قضى حياته المهنية في صناعة المواد الغذائية، وحصل على شهادة في تكنولوجيا الغذاء من جامعة ماساتشوستس أمهيرست في عام 1948. كان ذلك بعد عودته من الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قاد قاذفات «B-17» الثقيلة. عندما عاد، عمل «سافينو» في شركة، ثم بدأ عمله الاستشاري الخاص، والتقى عملاء من جميع أنحاء العالم.
يقول «سافينو» إنه من المهم المداومة على الاطلاع جيداً والانخرط عقلياً. هو يقرأ كثيراً، ويستمتع بألغاز القتل على وجه الخصوص؛ لأنها تمثل تحدياً. كان لديه دائماً هوايات، بما في ذلك صناعة الزجاج المعشق وبناء الأثاث.