يقول الخبر: إن اجتماعاً نوعياً عقد بين جهتين تخصصيتين لغرض مناقشة وإعداد الخريطة الاستثمارية الوطنية في قطاع الزراعة والإصلاح الزراعي، وهو خبر يبدو جيداً ويعد بمضامين مهمة قد توحي بنقلة نوعية.
ولكن الخبر في مضمونه يقتصر على الاجتماع، أي إنه خبر عن الاجتماع فقط، وكأن الاجتماع بحد ذاته غاية لا وسيلة، فما من معلومة عن هذه الخارطة، ولا من تفصيل حولها، وما من جزء من معلومة عن الاستثمارات المتاحة في القطاع الزراعي أو الخطوات المبذولة في هذا الاتجاه -إن وجدت- ناهيك عن غياب المعلومة حول الخطة المزمعة لتنشيط الاستثمار في هذا القطاع.
وحتى لا يُظلم المجتمعون يمكن القول: إنهم تحدثوا وبحرارة عن “ضرورة التنسيق بينهم لإعداد خطة عمل بشكل عاجل لوضع خارطة استثمارية للقطاع الزراعي”، أي إن كل ما سبق كان يمكن أن يتم بينهم، والخروج لاحقاً بخبر يقول بوضع الخارطة، أما أن يكون الخبر هو الاتفاق على ضرورة التنسيق لإعداد خطة لوضع الخارطة الاستثمارية فهنا يمكن التوقف.
ما سبق هو مجرد نموذج عما يجري في معظم القطاعات من إبراز الخطوة الأولى في أي شيء، وكأنها الخطوة النهائية في مراحل طويلة من الجهد والإنجاز، فيبدو الأمر وكأن مجرد عقد الاجتماع للحديث عما سيكون، هو حدث يستوجب الإفاضة في شرحه والجهد المبذول لأجله.
الاجتماعات واللقاءات والورشات وحتى المؤتمرات هي من صميم عمل كل الجهات، وليست استثناء يوجب الإخبار عنه، وبعبارة أخرى: لو كان من بعد هذه الاجتماعات والنشاطات إنجاز ينعكس على الحياة اليومية للمواطن، لكان أول من يهتم بها بل يطالب بمعرفة أخبار هذه الجهة وتلك، أما والحال على ما هو عليه، فماذا يهم المواطن، إن اجتمع فلان وفلان للحديث عن أهمية الخارطة الاستثمارية لعملهم؟.
السابق