قالوا: “لا تقتل البعوض، بل جفف المستنقعات”، عندها فقط تستطيع اصطياد المضاربين بسعر صرف العملة الوطنية فرادى وجماعات، وقطع الذراع الطولى في الحرب الاقتصادية “الشيطانية -الملعونة” التي طحنت كل ما في جيب ومحفظة ومدخرات أصحاب الملاءة المالية المعدومة، وأتت على الأخضر واليابس، ووأد حالة الفلتان الجنوني للأسعار التي خرقت جدران كل الأعراف والقواعد والقوانين والممارسات التجارية.
ما يجري حالياً في أسواقنا ومحالنا ومولاتنا ودكاكيننا وبسطاتنا، يقضّ مضاجع أصحاب الدخل المحدود مع إشراقة كل صباح، والسبب في ذلك يعود أولًا وأخيراً إلى حالات الابتزاز والاستغلال والسمسرة والانتهاز التي ينتهجها وباحترافية عالية جداً شريحة غير هينة من التجار والباعة “ومن لف لفهم” الذين يمتهنون ويدمنون – بنشاز مقزز للمشاعر والنفوس – سياسة الرقص على الحبال المهترئة لأقزام السوق السوداء، الذين لا يرف لهم جفن وهم يتمايلون طرباًوفرحاً على هنات وآهات المواطن الذي لم يعد يعرف من أين، وعلى يد من تأتيه اللكمات والركلات التسعيرية الخلبية التي أتت على جميع المواد الأساسية والسلع الضرورية دون استثناء.
ونحن نقول: إن المواطن كان ومازال مع الهبات الرقابية الساخنة جداً “درجة الغليان” لا الفاترة أو الباردة.. مع أي عقاب يتخذ سواء من جنس الفعل أم أشد.. مع كل حراك جماعي دائم ومستمر يعيد إليه ثقته المفقودة بأجهزته الرقابية، ويعيد إلى أسواقنا توازنها المسلوب بقوة الغش والخداع.