بين الترقّب والانتظار يعيش الناس ولا يقدّمون لأنفسهم قبل الآخر سوى بضع نتائج متوقعة أو ينتظرون أن تأتي أيدٍ خفية بعصا سحرية تبدّل الواقع وتغيّره.
الكثيرون ليسوا مستعدين للخوض في تفاصيل ظروف حياتهم، استسلموا للواقع الذي فرضته ظروف معينة ورسمته بتتالي وتكرار عناصر وأدوات خارجة عن واقع حياتهم الفعلي لهؤلاء المستسلمين، ولن أقول المستضعفين لأنّهم أقوى مما يتخيلون وأقوى مما هو متوقّع، فالشكل الأصلي لحياتهم هو فقط مغيّب عنهم وغير متداول من قبلهم…
وصل العالم إلى درجة اختراع برمجة تسيطر على الحالة الذهنية للبشر عبر وضع حزمة من الأسباب وتهيئة الظروف وجعلها قوانين وتشريعات لحالة مستقبلية واستنباط لنتيجة حتمية لشعب من الشعوب للتحكّم في تفاصيل حياتهم وبالتالي السيطرة الذهنية عليهم.
العالم ليس فكرة مجردة ولايمكن أن يستمر بهذا الشكل وإلّا لما تهدّمت حضارات وبُنيت أخرى، وإيقاع الحياة ليس واحداً فهو مستمر بنغمات وصدى متنوّع وغنيّ لا يمكن أن نقف فيه عند لحن واحد أو نغمة واحدة ولا حتى سيمفونية واحدة…
إلى كلّ المستسلمين لا لنوم الوعي، ولا لفقد الوعي، ولم نُهزم بعد، وسلسلة التكرار التي فرضتها آلة الحرب الإرهابية العالمية للسيطرة على أذهاننا لابُدّ من تقطيعها، فالديمومة التي تميّز وعينا تجعلنا شعوباً قادرة ومتمكنة، لخلق فرص وطوق نجاة وحماية لأننا ندرك بذكائنا أنّ هذا الواقع هو افتراضي بهيئة أسباب مبرمجة لقوى الامبريالية العالمية وعلى تنبؤاتها ونتائجها أن تخيّب أمل تلك القوى لأننا قادرون على التحرّر بوعينا وإدراكنا من كلّ تلك الظروف والأسباب وقادرون على الانتصار لأفكارنا وذهنيتنا وثقتنا عالية بعقولنا ووعينا…