مع نهاية عام والتهيئة لاستقبال عام جديد، تتباين الحالات والمشاهد التي ترصد الانطباعات الكثيرة، وحال الكثيرين ممن باتوا لا يعيرون أهمية، أو حتى أية آمال بشأن تغيرات الحال، والأمل أن يكون العام الجديد أفضل مما مضى ، فالواقع أصعب من أن تغيره أمنية ، حتى مع الاعتقاد الذي يؤكد أحقية الأمنية ، والأمل المشروع بها.
فكثيرة هي التحديات التي واجهها السوريون خلال السنوات التي مضت ، حيث الحرب الكونية الإرهابية على سورية ، وأثارها الكثيرة السلبية وماخلفته من خراب ودمار في مختلف مجالات العمل والإنتاج ، عدا آثارها التي سببت الآلام والأحزان والمواجع في نفوس الكثيرين ممن فقدوا أبناءهم وأحبتهم ، ومعيلي أسرهم في مواجهة هذه الحرب والجماعات الإرهابية المسلحة.
ولأنهم سوريون كانوا ومازالو شعب الإرادة القوية والعزة والكرامة ، شعب تهون عليه التضحيات في سبيل عزة الوطن وحماية ترابه من دنس الأعداء ، حيث سجل السوريون أنهم أقوى من كل المراهنات والضغوطات ، فكانت دماء الشهداء أكبر الدلائل على سمو وعظمة التضحيات وليسجل الجيش السوري الباسل أروع وأشرف انتصاراته في حربه ضد الإرهاب .
ولأعوام مضت وحتى لنهاية هذا العام بقيت التحديات ، و كانت المعاناة أقسى و أكبر للمواطن السوري الذي يواجه مايواجهه من أزمة خانقة، وضغوطات في أوضاعه وحياته المعيشية ، وهموم متشعبة أثقلت كاهله، وأنهكت قواه وعزيمته لتطال جوانب حياته اليومية وتفكيره الذي بات محصوراً في تأمين متطلبات يومه المعيشية ، حتى في أبسط أشكالها ومختلف مسمياتها .
ومع عدم تجاهل الأسباب والظروف التي جعلت الواقع المعيشي يزداد سوءاً ، بما فيها تداعيات الحرب ونتائجها ، والحصار الجائر ، والعقوبات القسرية وغيرها ، هناك أيضاً من يزيدون في المعاناة ، لا سيما مستغلو الأزمات ، ومن يتاجرون باحتياجات المواطن ، واستغلاله بسيناريو ارتفاع الأسعار دون حسيب أو رقيب ، وهناك أيضا أولويات خدمية سجلت غيابها من قبل الجهات المعنية حيث الحاجة الماسة إليها أكبر .
وحتى وإن سجل هذا العام خيبات كبيرة للآمال والطموحات للمواطن بتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، تبقى الآمال مشروعة حتى مع التباين الكبير ، والحلم قائم في نظرة تفاؤلية ليسجل العام الجديد أحداثاً إيجابية وتوقاً للفرح ، وأن يكون في جعبة القادم الأجمل والأفضل.