هي صحيفة الفايننشال تايمز تمسك رأس السنة الجديدة وتديرها حسب البوصلة الاستخباراتية لأميركا والعجوز الأوروبية وتنطق بما سيحدث في العالم كعرافة عوراء رهنت بصرها الإعلامي للمال السياسي الغربي.
الفايننشال تايمز عاكست كل الفنون الصحفية لتخرج مع رأس السنة بنوع إعلامي جديد يعتمد على التوقعات المكتوبة في غرف الاستخبارات الغربية فكل رياح السنة الجديدة تجري بما تشتهي واشنطن حسب ما يقول المحررون المنجمون في الصحيفة البريطانية، وروسيا حسب توقعاتهم ستخسر معركتها مع الدمية زلينسكي التي يحركها بايدن.. وما أشعله الغرب من فتن في إيران سيبقى ويتمدد حسب ما تقول الصحيفة، وبكين ستخسر ملفها السياسي مع تايوان وربما سيخرج ديناصور أميركي ويبتلع التعددية القطبية قبل صعودها وأفول الهيمنة القطبية الواحدة لواشنطن.
كل ذلك وأكثر في جعبة العرافة الإعلامية للفايننشال تايمز.. فهل تتحول الصحافة إلى مهنة تنجيم سياسي في عهد انهيار الهيمنة الأميركية؟.
كذب المنجمون ولو صدقوا فكيف إذا كان المنجم كاذبا ودجالاً ويلعب على الحبال السياسية خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح الدول الغربية ولم يصدق يوماً في نقل الصورة والخبر فما بالكم في تركيبها وصناعاتها .. فالإعلام الغربي طالما كذب في بث الصورة الحقيقية لما يجري في سورية والمنطقة والعالم فوضع ربطة عنق على رقبة الداعشي وألبسه بذة دبلوماسية وأظهر الجماعات الإرهابية على أنها معارضة تدعو للحرية والديمقراطية.
واليوم يخرج هذا الإعلام ليتوقع ما ترغب به الإدارة الأميركية متناسياً أن المصداقية ليست حبراً على ورق الصحافة الغربية تكتبه النيات الاستخباراتية لواشنطن .. بل هي أي المصداقية إرادة الشعوب في ركل الإمبريالية المتوحشة وهي خرائط ميدانية تحدد مساحات النصر السياسي وهي أرقام اقتصادية تحدد من المسؤول عن تجويع الشعوب وتبريد عظامها لمصلحة أميركا أولاً.. المصداقية الإعلامية ليست عرافة تسمع بإذن واحدة ترى بعين واحدة فقط ما يريده الغرب .. المصداقية هي الصورة التي سطعت رغم كل صور التزييف السياسي الأميركي التي حاصرت العالم والمنطقة وخاصة سورية .. المصداقية هي مقاومة السوريين لتبقى بلادهم بألف خير وتمر أعيادهم رغم كل محاولات واشنطن وعقوباتها لإطفاء زينة شجرة الميلاد ورأس السنة..