الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
لا مكان بلا زمان ولا زمان بلا مكان ..وكلاهما معا غير موجودين دون الإنسان الذي يعطي لكل منهما معناه ومبناه ..
من هنا كانت جدلية العلاقات الثنائية بينهما، وثمة من جمعهما «بالزمنكانية»..
المهم في الأمر أن المكان متحف في الهواء الطلق ..
ولا نأتي بجديد إذا ما قلنا إن الكثير من الدول تعرف من خلال المكان …هل نذكر الأهرامات وبرج إيفل وسور الصين وبصرى الشام وابلا وبابل وما في دول العالم من أماكن هي شواهد ..
لم ولن ننسى أن ثمة أماكن مازالت خالدة في الذاكرة من خلال الأدب..زقاق المدق والقاهرة الجديدة وأحدب نوتردام ..
ما استدعى هذا ما أثير حول ساحة السبع بحرات وما جرى ..
بغض النظر عما وقع فهو اعتداء على الذاكرة لمدينة ولا يحق لأي جهة مهما كانت أن تدعي أنها تستجيب للمجتمع الأهلي..ترى أي مجتمع أهلي اجتمع وقرر أن يحسن هذه الساحة ويزيل معالمها ؟
المكان ذاكرة وحياة ونبض فمن تجرأ على مكان زاخر بالحياة فربما سيقول فيما بعد لا تعجبني أحجار قلعة دمشق ..لابد من تحسينها بالسراميك ..
المكان ابن زمانه وبيئته التي تم تشييده فيها ومن ثم ما طفح به من دلالات هي للجميع ولا يحق لأحد مهما كان أن يقرر عن الوطن متى وكيف يزيل هذه الرموز.
العدد 1126 – 3-1-2023