وفاء فرج:
كثيرة كانت ولا تزال المطالبات والمناشدات من قبل الفلاحين والمزارعين لتشميل المحاصيل الزراعية في التأمين عليها من الأضرار، خاصة أن هذه المحاصيل تتسم بسرعة تعرضها للأخطار والكوارث، ولم تكن لتحظى بالتأمين عليها حتى بدأت تظهر أولى نتائج هذه المطالبات بتطبيق التأمين على البيوت البلاستيكية في الساحل السوري، حيث لاقت ارتياحاً واستحساناً كبيراً من قبل المزارعين الذين يأملون أن تتسع الحقيبة التأمينية لتشمل بقية المحاصيل، فكيف كانت نتائج هذا التطبيق؟
عضو اتحاد غرف الزراعة ورئيس وخبير الحوادث الزراعية لدى مؤسسة السورية للتأمين المهندس الزراعي شفيق محمد عثمان أكد أن مشروع التأمين على البيوت البلاستيكية، يعتبر مشروعاً رائداً وطموحاً لأي مزارع، تم إنجازه في العام الماضي ودخل حيز التطبيق منذ أكثر من شهرين ويتضمن التأمين على الزراعات المحمية ضمن البيوت البلاستيكية (الخضار حصراً)، مبيناً أن هذا المشروع يكفل المزارع في عدة حالات من الإخطار كالبرد، الزوبعة، العواصف، الفيضانات، الانهيارات الأرضية، التنين البحري، الزلازل والبراكين، منوهاً أن المشروع مدعوم بنسبة ٧٠ % من قبل السورية للتأمين والمبلغ المتوجب أن يدفعه المزارع ١٤ ألف ليرة سنوياً عن كل بيت بلاستيكي مساحته ٤٠٠ م٢ وفي حال حدوث أي طارئ أو كارثة يعوض له حتى ٥ مليون ليرة.
وقال «عثمان»: «أنا مزارع وهذا المشروع هو طموح لكل المزارعين ولاقى ارتياحاً لديهم إلا أن هناك بعض الصعوبات والمعوقات التي يجب معالجتها وخاصة في الساحل السوري، حيث المساحات صغيرة وأغلبيتها وخاصة في منطقة بانياس لا تزال على الشيوع أو استصلاح زراعي أو إيجار من الأملاك العامة ولذلك لا بد من اللجوء إلى الكشف الحسي والتأمين بناء عليه بشهادة الوحدة الإرشادية ورئيس الجمعية والمختار».
وأكد «عثمان» على ضرورة تعميم هذه التأمين على بقية الزراعات وخاصة الموز الذي بدأت زراعته بسرعة فائقة حيث لا تقل نسبة البيوت البلاستيكية المزروعة بالموز عن ١٠% لذلك يجب أن تؤخذ هذه الزراعة بعين الاعتبار للتأمين عليها، إضافة إلى ذلك التأمين الذي يشمل الأوبئة والأمراض الوبائية وخاصة الفيروسية والبكتيرية التي تصيب أحياناً الزراعات المحمية وتكون على شكل وباء مدمر، مشيراً إلى أنه تم إتلاف مئات البيوت البلاستيكية مؤخراً نتيجة إصابتها بالأمراض البكتيرية (اللفحة السوداء).
وأضاف «خبير الحوادث الزراعية» أنه لابد من فتح فروع لمؤسسة التأمين في كل المناطق لاستقبال المزارعين، حيث أن عمليات النقل مكلفة ومجهدة.
بدوره مدير الشركة السورية العربية للتأمين أحمد علي ملحم أكد وجود ارتياح وأصداء إيجابية من قبل المزارعين على تطبيق التأمين على البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضار خاصة أنه ولأول مرة يطبق في الشأن الزراعي، موضحاً أنه تم إبرام أول وثيقة تأمين في فرع المؤسسة بطرطوس وشمل عقد التأمين تغطية الأضرار الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل والتنين البحري والرياح وانزياح التربة ….الخ من الكوارث الطبيعية حيث شمل التأمين محصول الخضار فقط إضافة لتغطية الهياكل المعدنية والشرائح البلاستيكية بسقف ٥ ملايين لكل بيت بلاستيكي مساحته ٤٠٠م مشيراً إلى أن تقدير الأضرار يتم من قبل لجان مناطقية في المحافظة وخبير كشاف من قبل السورية للتأمين.
وبين «ملحم» أن عدد البيوت المؤمنة منذ شهر آب حتى تاريخه ما يقارب ١٤ ألف بيت بلاستيكي، كاشفاً عن وجود دراسة لدى السورية للتأمين قامت بها هيئة الإشراف على التأمين لتشميل زراعة البطاطا من ضمن المحاصيل المراد تأمينها من الأضرار، منوهاً لوجود دراسة أخرى لتأمين المواشي وبالدرجة الأولى الأبقار.
وأشار «ملحم» إلى أن الهدف من تأمين هذه المحاصيل هو تسديد الخدمة للمزارعين في تحمل أعباء الخسارة أو الضرر الحاصل نتيجة هذه الكوارث بحيث تقوم مؤسسة التأمين بتسديد ٧٠% ويقوم المزارع بدفع قسط سنوي فقط ١٤ ألف ليرة سنوياً.
وبين ملحم أن المؤسسة منذ بدأت بتطبيق التأمين على البيوت البلاستيكية قامت بالتعويض عن الأضرار التي حصلت للبيوت البلاستيكية في سهل معيار شاكر بطرطوس الذي تعرض للتنين البحري في شهر تشرين الثاني الماضي بعد أن اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لحصر الأضرار والتي بلغت نحو ٢٠ بيتاً بلاستيكياً وحالياً قيد صرف التعويضات على المزارعين المتضررين