سورية والتحولات الكبرى.. من كامبل إلى “الربيع العربي” في ندوة سياسية

الثورة- متابعة فاتن دعبول:
خلال قرن من الزمن، كان هناك أحداث مفصلية تركت أثرها في العالم وفي الوطن العربي وفي سورية على وجه الخصوص، وفي الندوة العلمية والسياسية والثقافية التي دعت إليها الجمعية الجغرافية السورية وحملت عنوان “سورية والتحولات الكبرى، من كامبل إلى الربيع العربي”.
بداية توقف الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب عند مرحلة تعد الأخطر في تاريخ الوطن العربي، وهي وثيقة “كامبل” من العام 1905 والعام 1907 التي اجتمعت فيها دول “فرنسا، بريطانيا، بلجيكا، إسبانيا وبولندا” وتضمنت هذه الوثيقة أشياء كثيرة وأهمها ما يتصل بتقسيم المنطقة وتجزئتها.
ولكن التوصية الأساس التي شكلت خطرا حقيقيا إلى اليوم هي إقامة حاجز بشري يفصل عرب آسيا وعرب إفريقيا “بلاد الشام ومصر” وتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين.
وفي مؤتمر بطرسبورغ عام 1915 وبحضور الدول فرنسا، بريطانيا وروسيا القيصرية تم الاتفاق على تقسيم تركة الدولة العثمانية التي استمرت 400 سنة، ولكن تفردت بريطانيا وفرنسا بعقد اتفاق سايكس بيكو بتقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ للدول الاستعمارية، لذلك كانتا الاستعمار الأخطر في تاريخ البشرية.
وفي العام 1917 قامت الثورة البلشفية وكشفت الوثائق والمعاهدات السرية بين الدول الاستعمارية ونشرت وثائق سايكس بيكو التي تضمنت إعطاء وعد بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين في 2 تشرين للعام 1917، ومنذ ذاك التاريخ بدأت أمريكا تأخذ دورها كدولة حديثة تسعى لإيجاد مكان لها على الخارطة الاستعمارية.
وفي هذه المرحلة كانت هناك عدة إمبراطوريات وكان التركيز جميعه ينصب على محاولة تدمير العرب وتجزئتهم، وأنشئت أنظمة عربية من أجل خدمة الأهداف الاستعمارية، وبالمقابل كانت الوهابية والإخوان المسلمين تخدم هذه المخططات.
وبين الدكتور زعرور أن المشروع الأخطر هو الذي نعيش فيه الآن وما يجري في فلسطين وسورية والعراق واليمن ولبنان، وهذه السياسة الاستعمارية المتوحشة التي انتقلت فيها زعامة العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عزز هذا الاستعمار الوجود الرسمي للحكومات العربية لتتفق مع مصالحه، لذلك هم اليوم يخضعون للمشيئة الأمريكية.
وأضاف قائلاً: ومن ثم بدأت الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، وبدأ العالم يذهب إلى تقسيم أكبر، واخترعوا المذاهب والطوائف بقصد خدمة المشروع الاستعماري، وتم إيجاد ما يسمى “الربيع العربي” في المنطقة وفي سورية من أجل أن يأتوا بالتنظيمات الدينية المتطرفة إلى الحكم في الوطن العربي والعالم، وبناء على ذلك بدأت الحرب على سورية في العام 2011، وكامبل هو جوهر المشكلة، فلم يخرج أي أمر منذ ذلك الوقت إلى اليوم خارج أفكار كامبل رئيس وزراء بريطانيا، ولكن سورية استطاعت أن تصمد رغم مئات المليارات من الدولارات التي هدرت من أجل تفتيتها وتدميرها وإخراج المجتمع السوري من هويته وحضارته وتاريخه ولغته، لأنه طالما سورية قوية، لا يستطيعون تنفيذ أجنداتهم.
وقال: نحن اليوم في قلب الحرب، ولم تنته المؤامرة بعد، ولكن هناك تحالفات بين الصين وروسيا وإيران، ولن تستطيع الولايات الأمريكية أن تكسر هذا التحالف، وسيتم محاربة الإرهاب وإيقاف المخطط الأمريكي الصهيوني الاستعماري العثماني ضد سورية، وقد دفعت سورية أثماناً باهظة من دماء الشهداء والجرحى حتى لا تفقد الدولة السورية هويتها وكيانها وحضارتها.
وخلص الدكتور زعرور إلى أن راية العروبة والإسلام لن تسقط، ولن تسقط القيم عند العرب والمسلمين، وفي تاريخنا ما يشفع بأن نفخر به وببطولاته، وبين بحسب رؤيته بأن القادم يحمل صوراً إيجابية لأن الفاتورة التي دفعها السوريون كبيرة جداً، ولا يمكن أن تذهب هدراً، والأهم أن الوعي عند الإنسان السوري والقوة التي يملكها قادرة أن تحفظ سورية وتحميها، فحب الوطن هو الأسمى والذي لا يقدر بثمن، وعليه فسورية ستكون بخير، رغم أطماع المستعمر بخيراتها وثرواتها.
تميزت المحاضرة بالغنى في المعلومات والتسلسل التاريخي المنهجي، وكانت المداخلات قيمة، وتوقف بعض الحضور عند الوضع الاقتصادي الحالي وما يعانيه المواطن من الضائقة، وضرورة إيجاد الحلول للخروج من عنق الزجاجة، فالمواطن السوري كابد الكثير وما يزال.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى