يطرح الفنان العراقي الدكتور جواد الأسدي في رسالته لليوم العربي للمسرح الذي سيصادف اليوم العاشر من هذا الشهر، كانون الثاني” يطرح تساؤله المشروع المتشح بالأمل” هل ستكون هذه السنة سنة مسرح يضيء الدروب بجمهور يزهر ويحتشد ثانية أمام شباك التذاكر، يصيخون السمع للممثلين يهدرون بأداء مسرحي متفرد تحت شجرة النور في كوكبنا الطيب الذي يتوسل الرحمة والعطف؟ ”
ونجيب في جردة حساب سريعة لإنجازات المسرح في العام الفائت وعلى صعيد غير محافظة، نجد الكثير من الفعاليات المسرحية والأعمال التي لاقت رواجاً، كما أقيمت العديد من المهرجانات والعروض المسرحية وإطلاق مشروع حدائق الفن من خلال تقديم عروض مسرحية وأمسيات موسيقية في العديد من الحدائق العامة، هذا إلى جانب تقديم بعض العروض في غير موقع أثري” قصر العظم” وكان لهذا دور في استقطاب شرائح مختلفة من المجتمع، للتعرف على هذا الفن العريق.
ولم تأل مديرية المسارح والموسيقا في تقديم ما من شأنه أن يرتقي بالذائقة المجتمعية، من خلال اختيار النصوص الأفضل عبر مسابقات لمسرح الكبار ومسرح الطفل، وكان لمسرح الجامعة حضور أيضاً في سلسلة الأعمال المسرحية التي قدّمت سواء على خشبات المسارح التابعة لوزارة الثقافة أو مسرح الجامعة.
ولا يمكن تجاهل هذا التوافد اللافت إلى المسارح، فما أن يعلن عن مسرحية معينة، حتى نجد أن المدرجات تمتلىء بالجمهور المتعطش للمسرح، وخصوصاً أنه يحاكي في نصوصه أغلبها وجع الشارع وقضاياه وأيضاً طموحه بعالم أكثر جمالاً.
واليوم إذ يحتفل العالم العربي بأبي الفنون، وضمن ظروف هي استثنائية وخصوصا في سورية، وبإمكانيات محدودة، وفي ظل غياب الكثير من المسرحيين المؤسسين، لابدّ أن نشد على أيدي المسرحيين ممن يصارع ويكابد، لأنهم يقبضون على المسرح كالقابض على الجمر، إيماناً منهم بأن المسرح مرآة لتطور المجتمع، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى مسرح يطرح أحلامنا بغد أكثر إشراقاً.
وبالرغم من القتامة التي نعيشها، فثمة نور في النفق، كلّ عام” المسرحيون والمسرح بألف خير وإبداع وعطاء بلا حدود”.