تعد الحفريات ظاهرة غير حضارية، ووجودها يدل على سوء تنفيذ بالطرقات والمشاريع الحيوية والخدمية وعدم استكمالها، ناهيك عن الضرر الذي من الممكن أن تسببه من حوادث سير وللآليات وأذية لمستخدمي الطرق، فهي تعاني من الإهمال وعدم استكمال الأعمال من ردم وتزفيت أو رصف بعد تنفيذ عمل أو إصلاح عطل ما.
إن أعمال الحفريات القائمة في معظم الطرق والأحياء قد تكون لأمر مطلوب أو لمشروع حيوي ولإيصال خدمة ما، إلا أن اللافت كثرتها وإغلاق بعض الطرق وبقائها مدة طويلة من دون أن يستكمل تنفيذها، ما يشكل خطراً ببقائها على حالها، وهدراً للمال العام، وباتت المعاناة واضحة من وضعها والعرقلة التي تسببها، وفي أغلب الأحيان لا تفيد المراجعات والشكاوى للعمل على إنهائها، ما يؤدي إلى فقدان المنهجية في العمل وللآليات وللخطط للجهات التي قامت بها.
من الملاحظ أننا نرى سلبيات تلك الأعمال من خلال غياب التنسيق بين المؤسسات، فبعد الانتهاء من تعبيد الشارع وبفترة وجيزة نلحظ حفريات المياه أو الهاتف أو الكهرباء، وكأن هناك اتفاقاً على عدم التنسيق.. كما أنه قد يتجدد الحفر والتزفيت للعمل نفسه، فيلحظ عدم التنفيذ وفق المواصفات وتغاضي لجان الاستلام وهذا ما يؤدي إلى انكشاف المستور بكل الأحوال الجوية صيفاً وشتاء.
كل ذلك الإهمال وعدم التخطيط والتنسيق يؤدي إلى خسائر بمضاعفة التكاليف والإصلاح، فغياب المحاسبة تجعل المتعهدين أو الجهات المنفذة وجهات الاستلام شركاء بذلك وبانعدام المسؤولية إضافة إلى التأثير على الناحية الجمالية، وإضاعة الوقت والمال.. وأحياناً الأرواح لمستخدمي الطرقات التي باتت حفرها مصيدة لهم.
الملاحظ لأغلب أعمال الحفريات يرى أنها تتم من دون دراسة وتنسيق مسبق بين الجهات الخدمية والوحدات الإدارية، فبات المشهد غير الحضاري والخدمي سائداً.. وما علينا إلا الانتظار والمعاناة التي لا تنتهي، فلا بد من إعادة النظر في هذه الأمور والحرص على التعاون والاهتمام والمتابعة والمزيد من الرقابة ووضع آلية لمعالجتها للحيلولة من دون أي تخريب وهدر.. لأن الأمر يتكرر والواقع مختلف.