الثورة _ علاء الدين محمد:
أمسية جمعت بين مواهب متعددة موسيقية غنائية شعرية مسرحية تداعب ذائقة المتلقي وتحاكيها، لا بل تصور آلام الناس ومعاناتهم.. ليس على الصعيد الاقتصادي فقط ، بل على الصعيد العاطفي أيضا.
فيها دفء الكلمة وعذوبة اللحن وتأثير الموسيقا مع الأداء الجيد، ساعد المتلقي على الاسترسال في شريط ذاكرته، يستحضر المواقف الجميلة ويتلمسها.. فعل الموسيقا ودفء الكلمة وأثرها بدا واضحا على وجه المتلقي.
وهذا ما أكسب الأمسية جمالا إضافيا على جمالها.
في ثقافي المزة بدمشق أقيمت أمسية تحت عنوان (شعر وموسيقا وغناء) شارك فيها كل من الشاعرة منى الصميلي والشاعرة تغريد مفلح والفنان المطرب جورج حنا، يرافقه على الأورك الفنان بسام طباع والفنان شكري صوباري والفنان أنور محمد.
الشاعرة منى الصميلي شاركت في نص نثري تحت عنوان “الحب الأزلي ” عبرت من خلاله عن أحاسيسها وخلجات ذاتها في حبها لسوريتها التي تكالب عليها الغريب والقريب تقول:
همت بك بلادي
فاقبليني أيقونة محبة
وذكرى طفولة وشباب
من مئة عام قبل الميلاد
همس الطير لغصون أشجارك
وجرى النهر يحيي اسمك
توالت لغات ولغات وبقيت
للعشق الأبدي أعرق البلاد..
وشاركت أيضا بنصوص وجدانية تحاكي الواقع بإيقاعات تتعشقها النفس وتحن إليها الروح.
أما تغريد مفلح شاركت بنص نثري لجأت من جلاله إلى الحب ليعوضها عن المشاهد المؤلمة التي يمر بها المجتمع السوري ، علًه يكون البلسم من الجراح والحلم الجميل الذي ترتقي به نحو عالم ارحب وأجمل تقول :
على صفحة السماء كتبت … اسمك
وفي جبين الليل نقشت … رسمك
فلم جعلت البين قدرنا
ومزقت كل درب سيجمعنا
كان اللقاء بأمرك
فلم جعلت الفراق بأمري
والبين قدري
يامن أحببت الحب لأجله
وعشقت البكا حين أبكي لبعده
وصاحبت الألم ليكون دواء جراحه
ألا تعرف أني أحب بكل كبرياء
وأبتعد عمن أحب بكل جبروت
وألم الصمت أداويه بحبة اسبرين
فلم جعلت البين قدري .
الحضور كغيره من أبناء المجتمع متأثر بهمومه اليومية وغارق فيها حتى أذنيه، لكنه رغم كل ذلك بحاجة لمن ينسيه تلك المتاعب ويأخد بيده، فالمسرحية التي قدمها الفنان أنور محمد تناقش الهم اليومي للمواطن وحاجياته الأساسية من خبز سكر وخضار وفاكهة وأدوية وغير ذلك .. وقانون قيصر إضافة للفساد الواسع الانتشار .
قدمها بأسلوب متميز متمكن أدخل البهجة والسرور إلى أفئدة الحضور ، حيث لامست المشاعر وساهمت إلى حد ما في التسلية والتثقيف ، ونقد الواقع بلغة محببة وفعالة.