تكثيف الحياة عبر خليط تناقضاتها..

الثورة – لميس علي:
عن ماذا يتحدث فيلم (ثلاث لوحات إعلانية خارج إبينغ- ميزوري، Three billboards outside Ebbing, Missouri) بالتحديد..؟
فيه، نحن أمام ثلاث لوحات إعلانية، وكذلك أمام ثلاث شخصيات أساسية مؤثرة تصنع الحدث.. تحرّفه.. وربما قدّمت كل الفرق حين تصبح قادرة على تغيير لا الحدث فحسب، بل (الآخر).
يمزج “مارتن ماكدوناه”، كاتب النص والمخرج، في شريطه السينمائي ما بين متناقضات عديدة.. أولها محاولته تظهير تناقضات الأفراد قبالة بعضهم، وتناقضات المرء بينه وبين  نفسه..
بالإضافة إلى تقديمه خليط الحياة بكل ما فيها من متقابلات تصطفّ إلى جانب بعضها دون أي اندهاش وتعجب مهما بلغت درجة غرابة الشخصيات والأفعال التي نشاهدها.
في (ثلاث لوحات إعلانية خارج إبينغ- ميزوري)، إنتاج 2017، نال جائزتي أوسكار، تُعرض علينا حكاية الأم (ميلدريد، فرانسيس مكدورماند) التي تحاول معرفة قاتل ابنتها بحيلة تقودها لوضع إعلانات طرقية تستفز عبرها سلطات البلدة التي تقطن بها.. ومن هنا، عبر هذا الحدث، تُستجر مجموعة الأحداث اللاحقة.
المفارقة.. أن المشتبه به الذي يظهر، نهايةً، لن يكون الشخص المطلوب.. وبالتالي لن تعرف “ميلدريد” القاتل.. بمعنى لن تصل الحكاية بنا إلى النهاية المتوقعة..
وكأنما غاية (ماكدوناه) ليست سوى كشف دواخل شخصياته.. واستجماع سيل التناقضات المنسجمة ضمن كل واحد منها.. أو رصف تناقضاتهم مجتمعة إلى جانب بعضها تشكيلاً للحياة في إحدى صورها الجامعة لأتعس اللحظات وأكثرها حزناً، بمواجهة الأكثر سخريةً.. وربما إضحاكاً..
فالبطلة في أكثر من مشهد نراها تعالج لحظة الحزن والبؤس بتحويلها إلى سخرية واضحة من اللحظة ذاتها.. وهي نفسها تدافع عن مطلب الحق بمعرفة قاتل ابنتها لكنها شخصية تمارس بعضاً من العنف.
قبالة (ميلدريد) ثمة شخصية رئيس الشرطة (ويلوبي، وودي هاريلسون)، والشرطي (ديكسون، سام روكويل)..
الأول صاحب تأثير إيجابي، لا ينسى الآخرين حتى قبل لحظة انتحاره معلناً نهاية المواجهة مع مرضه اللعين.. بينما الثاني “ديكسون” ربما كان أكثر شخصيات الفيلم تناقضاً لكنه امتلك تحولاً غيّر مسار نظرته للأمور بفضل رسالة “ويلوبي” المؤثرة التي تظهره على حقيقته المبطّنة على الرغم من قسوته الظاهرة.
أجمل ما في كاميرا (ماكدوناه) أنها برعت بتصوير أفعال شخصياتهم من الخارج.. بينما كانت تتغلغل عميقاً في دواخل كل منهم فتحاول تجسيد صور الحياة بكل تناقضاتها.. تلتقط المشاعر المخبّأة.. عبر كوميديا سوداء تخزن دفقات العيش وتنكشف على أكثر لحظات الصدق، الكذب، القسوة، العنف، المساندة، التعاطف، ومختلف المشاعر الإنسانية.
كل ذلك تمّ تجسيده عبر ثلاثي أدائي تمثل بأسماء: (مكدورماند، هاريلسون، روكويل).. برعوا بتقديم شخصيات غايه في الاتقان والإقناع.
عُرض الفيلم مؤخراً في فعالية “بيت السينما” صالة كندي- دمشق، وتأتي بدعم من مؤسسة السينما وبإدارة المخرج فراس محمد ورامي نضال.

آخر الأخبار
قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك