في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل … رهان على النجاح والتفوق

الثورة – فؤاد العجيلي:

مفرزات عديدة نتجت عن حرب عاشها السوريون خلال السنوات الماضية، والطلبة أحد أهم ضحاياها، فإما أن يتابعوا تحصيلهم العلمي أو يتوجهوا إلى سوق العمل، والأسباب كثيرة، وفي مقدمتها غلاء المعيشة، ولم يعد بمقدور الأسرة تأمين مصاريف الدراسة، ما اضطر كثير من الشباب الجمع بين تحصيلهم الدراسي وتأمين مصروفهم اليومي سواء للأمور المعيشية أم لمستلزمات العملية التدريسية، خاصة لدى طلاب التعليم المهني.

حاضنات عملية

تحولت العديد من الورشات والمنشآت الصناعية والحرفية إلى حاضنات أعمال، عمادها طلاب الثانويات المهنية بكل اختصاصاتها، ووجدوا في المنشآت مناخاً خصباً لتنمية تحصيلهم العلمي بخبرات عملية، تتوج تلك المرحلة بتفوق دراسي، إلى جانب تحسين وضعهم المالي.

محمد عبد العزيز 17 عاماً طالب ثالث ثانوي مهني قسم الإلكترون اضطرته ظروف الحرب وغلاء المعيشة العمل ليعيل أهله ويتابع تحصيله العلمي، آملاً أن يكون من الأوائل لدخول كلية الهندسة الالكترونية.

عمران الأحمد 18 عاماً طالب ذات المرحلة تقنيات الحاسوب يعمل حالياً في مركز صيانة الحاسوب لتأمين مورد مالي يعينه في دراسته لأن أسرته غير قادرة.

ولم تكن الفتاة بعيدة عن هذا المشهد سهام محمد 17 عاماً اختصاص فنون نسوية، بعد دوامها المدرسي تعمل في ورشة خياطة لقاء أجر أسبوعي حتى تحمل عن أهلها أعباء مالية فيما يخص متطلبات الدراسة، لأن مستلزمات التطبيق العملي عالية التكاليف، وهي المعيلة الوحيدة لوالدتها الأرملة.

مهن ثقيلة وخفيفة

في منطقة الراموسة الصناعية مجموعة من الشباب الطلبة تشاركوا على فتح محل لصيانة السيارات ” ميكانيك ” و أوضح سامر أن الفكرة تبلورت في ظل الحاجة للعمل، فقرر هو وزملاؤه استئجار محل في منطقة الراموسة يعملون بشكل ورديات وأرباحهم وفق نسب محددة.

نائلة عبد الرزاق 17 عاماً طالبة في الثانوية المهنية قسم ” الخياطة ” شأنها في ذلك شأن الكثير من الفتيات في زمن الحرب في عدم مقدرة الأهل تأمين مصاريف الدراسة، اضطرها للعمل في ورشة خياطة بمنطقة الجابرية، وتعبر عن سعادتها لأنها تقوم بالتطبيق العملي لمنهاجها الدراسي ما يجعلها من المتفوقات.

حسين العبيد – طالب تكييف وتبريد أكد أن تخصصه في هذا المجال في الثانوية المهنية ساعده للعمل في إحدى منشآت صيانة البرادات وأجهزة التكييف، إلى جانب دراسته في الثانوية المهنية.

في سوق الخدمات لم يقتصر سوق العمل على طلاب المهنية، بل تعداه إلى الثانويات العامة، كثير من طلاب وطالبات يعملون في محلات تجارية ” كاشير – عامل صالة ” أو في مطاعم ومقاهي ” جلي – كرسون ” في عدة منشآت سياحية.

“لمى-طالبة جامعية ” تقدم الضيافة إلى الزبائن في أحد الكافيهات العائلية، وذات الشيء في إحدى صالات الأعراس النسائية .

المولات شكلت هي الأخرى حاضنة شباب باحث عن فرصة عمل، تتوافر فيها مهنة ” كاشير – تحميل – مستودع – صالة ” ووجدت ” نهلة – طالبة جامعية ” فرصة عمل في أحد المولات، لتعين أهلها في مصاريفهم وتتمكن من مصروفها الدراسي ، وتدرس في كلية الاقتصاد قسم العلوم المالية والمصرفية.

كابي – كوافير نسائي أوضح أن الكثير من الطالبات خضعن لدورات حلاقة وتجميل، ويعملن في صالونات التجميل، ومعظمهن يتابعن التحصيل العلمي، هذا ما أكدته “ناهد – 21 عاماً” استطاعت أن تكتسب الخبرة في هذا المجال نتيجة خضوعها لدورات تدريبية، بمقدورها تأمين مصروفها ومساعدة أهلها.

ظاهرة إيجابية

حسن العلي – مدرس في الثانوية الصناعية أكد أن هذه الظاهرة إيجابية بالمطلق لأن معظم طلاب الثانويات المهنية يفضلون العمل في ورشات مهنية ليكتسبوا الخبرات اللازمة، الأمر يجعلهم قادرين على الدخول إلى سوق العمل بقوة بعد حصولهم على الشهادة الثانوية .

“تيسير محمد – صناعي” في منطقة العرقوب أشار إلى أن غرفة صناعة حلب أحدثت في السنوات الأخيرة وبالتعاون مع مديرية التربية مدارس للتلمذة الصناعية، صباحاً وبعد الظهر يتابع الطلبة التطبيق العملي في المنشآت الصناعية لقاء أجر بسيط كحافز لمتابعة الدراسة.

أم عبد الله – والدة إحدى الطلاب أشارت إلى أنها بعد وفاة زوجها أصبحت بحاجة إلى معيل فكان ولدها عبد الله سباقاً للعمل في إحدى ورشات الكهرباء المنزلية ليؤمن مصدر رزق له ولوالدته وأخوته الصغار، إلى جانب متابعته للدراسة قبل الشهادة الثانوية المهنية ليتمكن من الدخول إلى الجامعة أو إلى المعاهد التقنية.

الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الحميد حلبي أوضح أن القطاع الاقتصادي يتطلب التلازم بين العلم والعمل، وما يقوم به الطلاب من الجمع بين تحصيلهم العلمي وسوق العمل إيجابي لأنه يجمع بين خبرته الدراسية وخبرته العملية، من جهة، ومن جهة ثانية يساعد أسرته من الناحية المالية، ويؤمن مصاريف دراسته دون الحاجة إلى مساعدة أهله، والأفضل من هذا وذاك حينما يكون معيلاً لأهله

وأضاف الدكتور حلبي أن هذه الظاهرة منتشرة كثيراً في مدينة حلب كونها مدينة صناعية وتجارية، وهذا ما نشاهده كثيراً في المنشآت الصناعية والمحال التجارية .

إرادة الشباب

طلبة المدارس والجامعات في حلب قدموا نماذج يحتذى بها لشباب طموح يمتلك إرادة العلم والعمل ، فلا مستحيل أمام إرادة الشباب، وهذا ما يجب أن تعمل عليه الحكومة والمنظمات لاستثمار طاقاتهم فيما يسهم ببناء الإنسان وإعمار الأوطان .

آخر الأخبار
توزيع سلل صحية في ريف جبلة مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي