الثورة – جهاد اصطيف:
تقترب ساحة سعد الله الجابري، أحد أبرز معالم مدينة حلب، من استعادة رونقها التاريخي، مع وصول أعمال التأهيل والتجميل إلى مراحلها النهائية، ضمن مشروع تنفّذه محافظة حلب لإعادة إحياء المظهر الحضاري للمدينة، بعد سنوات من الحرب والتهميش.
الساحة شكّلت في ذاكرة الحلبيين رمزًا وطنيًا وموقعًا محوريًا في قلب المدينة، تشهد اليوم حركة عمل مكثفة تمهيدًا لافتتاحها الرسمي خلال الفترة القريبة المقبلة، بعد استكمال جزء كبير من أعمال البنية التحتية، بما فيها شبكات المياه والإنارة والنوافير، إلى جانب تنفيذ مشروع التزيين والتشجير ما يضفي بُعدًا جماليًا متجددًا على المكان.
وأوضح خالد قرندل، المشرف على أعمال التزيين والتشجير، أن مشروع إعادة تأهيل الساحة قطع شوطًا كبيرًا نحو الإنجاز، وأن الأعمال تتوزع بين تنفيذ المدرج المكشوف وتجهيز منصة العرض الدائمة (المسرح) إضافة إلى تنسيق الغطاء النباتي بعناية، بما يتناسب مع الفصول المختلفة والظروف المناخية في المدينة.
وبيّن قرندل أن اختيار أنواع الغراس والنباتات بناءً على دراسات منسّقة بين الفرق الفنية، بهدف منح الساحة طابعًا بصريًا متجددًا على مدار العام، وجعلها مركز جذب للسكان والزائرين على حد سواء.
تأتي إعادة تأهيل الساحة في إطار خطة محافظة حلب الشاملة لتحسين المشهد العمراني، بعد اعتماد مواصفات فنية وهندسية دقيقة تضمن ظهور الساحة بحلّة تليق برمزيتها ومكانتها التاريخية.
وتُعد ساحة سعد الله الجابري من أهم الساحات العامة في مدينة حلب، وتقع إلى جوار الحديقة العامة في مركز المدينة وتاريخيًا، شهدت الساحة العديد من الفعاليات الرسمية والمهرجانات الشعبية، كما ارتبطت برمزية خاصة في وعي الحلبيين خلال سنوات الأزمة، إذ تحوّلت إلى أحد أبرز معالم التحول السياسي والاجتماعي، ولاسيما بعد إسقاط النظام.
وأكد قرندل أن المشروع لا يقتصر على إعادة ترميم الساحة من الناحية الجمالية، بل يتعداه إلى تعزيز دورها كموقع مدني فاعل ومتنفّس حضري لأهالي المدينة، ضمن رؤية متكاملة لإعادة إحياء الفضاءات العامة، وتحسين البيئة الحضرية بشكل عام.
وأشار إلى أن الأعمال تنفذ بوتيرة عالية ووفق جدول زمني محدد، بالتنسيق مع مختلف الجهات الخدمية والمعنية في المدينة، لضمان استكمال جميع المراحل بالجودة المطلوبة.
ومن المتوقع أن تشهد مدينة حلب قريبًا افتتاحًا رسميًا للساحة، يتخلله تنظيم فعاليات فنية وثقافية، في خطوة تهدف إلى إعادة دمج هذا الموقع الحيوي في الحياة اليومية للمدينة، وتفعيل دوره كمركز اجتماعي وثقافي، يعكس عودة الحيوية إلى قلب حلب.