“منتدى فالداي”: واشنطن تسعى لمنع تعدد الأقطاب

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
عند النظر في الاتجاهات الرئيسية للأزمة الدولية الحالية، يصبح من الواضح أن هدف الولايات المتحدة هو منع العالم من أن يصبح متعدد الأقطاب وتعزيز هيمنتها لبقية القرن الحادي والعشرين، ولتحقيق هذا الهدف تحاول واشنطن استفزاز روسيا والصين لإجبار هاتين القوتين العظميين على اتخاذ خطوات جذرية من شأنها أن تنفر حلفاءهم.
تسعى الولايات المتحدة، من خلال العمل بشكل منفصل مع كل دولة، إلى إشراك حلفائها في شرق آسيا في النزاعات في أوروبا، والعكس صحيح، وهذا ما يفسر المفاوضات ذات المظهر الغريب بشأن توريد الدبابات الكورية الجنوبية إلى بولندا.
على الرغم من عدم وجود صلة مباشرة بين الأزمة الأوكرانية والوضع حول تايوان، إلا أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لخلقها بشكل مصطنع، حيث يتمثل التحدي الذي يمثله الوضع الدولي الحالي في أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل الانخراط في نفس الوقت في صراع مع روسيا في أوكرانيا ومع الصين في تايوان، وهذا يجبر واشنطن على تأخير المساعدة العسكرية لتايوان.
يلعب الحلفاء في التحالف المناهض لروسيا أدواراً مختلفة، تضم المجموعة الأكثر تطرفاً في أوروبا: بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وسلوفاكيا وغيرها، وهم يعرضون أنفسهم كأداة للسياسة الأمريكية، ويرون مهمتهم الأساسية في إشراك الولايات المتحدة قدر الإمكان في شؤون أوروبا.
كما تقف بريطانيا على حده، التابع الثاني للسياسة الأمريكية العالمية، والتي تُعد اليد اليمنى للولايات المتحدة، وهي تسمح لنفسها في كثير من الأحيان بأن تكون متقدمة على واشنطن، مما يمنح شريكها الأقدم الفرصة للعمل كلاعب دولي أكثر اعتدالاً.
إضافة إلى ذلك، تضم مجموعة الدول الحذرة فرنسا وإيطاليا وألمانيا وما إلى ذلك، والتي ليس لديها مبادرة سياسية وتسعى جاهدة لتهيئة الظروف التي يمكن فيها عكس العواقب الأكثر جذرية للأزمة، لكن العواقب الاقتصادية لهذه الأزمة ستظهر على حسابهم، وسيعملون كرعاة رئيسيين لشراء موارد الطاقة الأمريكية باهظة الثمن وكمقدمين للأمن الاقتصادي لبلدان أوروبا الشرقية.
بمرور الوقت، قد تميل كل من كوريا الجنوبية ودول أوروبا الغربية نحو السلوك الانتهازي، إنهم يشعرون بالضيق في الحرب الباردة الجديدة، مما يضيق مجال المناورة ويجبرهم على اتخاذ مواقف أكثر تطرفاً، ولكن يدرك الجميع أن الأزمة الحالية لن تنتهي فوراً، لذلك يفترضون أن الأزمة ستستمر وهم يخططون لنشاطهم في السنوات القادمة، وفي الوقت نفسه، يدركون أن هذه الأزمة تضر بشكل غير مباشر بمصالحهم الخاصة، مما يقلل من أهميتهم السياسية وفرصهم الاقتصادية، ويؤثر على استقرار سلاسل الإنتاج واللوجستيات والأمن الاقتصادي والوضع الاستراتيجي في القارة.
في ظل هذه الظروف، وبمرور الوقت، ستصبح هذه الدول أكثر اهتماماً بمصالح روسيا، مما سيجعل من الممكن إجراء حوار أكثر نشاطاً وإنتاجاً معها.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، لا جدوى من البحث عن صدوع في تحالف الدول الغربية المناهض لروسيا، فواشنطن تحتفظ بالمبادرة بأمان وتقوم حرفياً بلف أذرع الدول التي تخاطر برفع صوتها لصالح السلام بدلاً من الحرب.
في هذا الصدد، لدى الولايات المتحدة مجموعة من الحلفاء المؤثرين من بين الدول الراديكالية في أوروبا الشرقية ، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم جبهة أمنية يجب تقويتها بكل الوسائل لمحاربة روسيا.
المصدر: منتدى فالداي

آخر الأخبار
مرسوم بمنح الموفد سنة من أجل استكمال إجراءات تعيينه إذا حصل على المؤهل العلمي مرسوم يقضي بالسماح لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا المنقطعين بسبب الثورة بالتقدم بطلب... مرسوم بمنح الطالب المستنفد فرص الرسوب في الجامعات والمعاهد عاماً دراسياً استثنائياً مرسومان بتعيين السيدين.. عبود رئيساً لجامعة إدلب وقلب اللوز رئيساً لجامعة حماة   انفجارات في سماء الجنوب السوري منذ قليل إثر اعتراض صواريخ إيرانية أوقاف حلب.. حملة لتوثيق العقارات الوقفية وحمايتها من المخالفات والتعديات تفعيل النشاط المصرفي في حسياء الصناعية تحديد مسارات تطوير التعليم في سوريا تعاون  بين التربية و الخارجية لدعم التعليم خطط لتطوير التعليم الخاص ضمن استراتيجية "التربية"   تجارة درعا.. تعاون إنساني وصحي وتنموي مع "اينيرسيز" و"أوسم" الخيرية بدء توثيق بيانات المركبات بطرطوس الهجمات تتصاعد لليوم الرابع.. والخسائر تتزايد في إيران وإسرائيل صالح لـ (الثورة): أولى تحدّيات المرحلة الانتقالية تحقيق الاستقرار والسلم الأهل مشاركون في مؤتمر "الطاقات المتجددة" لـ"الثورة ": استخدام الموارد بشكل أكثر كفاءة ودعم البحث العلمي قتلَ وعذبَ معتقلين في مشفى المزة العسكري.. ألمانيا تحكم بالمؤبد على أحد مجرمي النظام المخلوع  "تجارة إسطنبول": نجري في سوريا دراسة ميدانية لفرص الاستثمار "الفيتو الأميركي".. هل حال دون اغتيال خامنئي؟.. نتنياهو يعلّق الفساد المدمِّر.. سرقة الكهرباء نموذجاً عطري: العدادات الذكية ليست حلماً بعيداً بل هي حل واقعي عودة أولى للمهجّرين إلى بلدة الهبيط.. بداية استعادة الحياة في القرى بعد التهجير