الزلزال المدمّر بين الدولة والمجتمع والغرب

تعيش بلدنا منذ فجر أول أمس الاثنين وحتى الآن تحت وطأة الآثار التي خلفها الزلزال الكبير الذي أصابها ودمر المئات من أبنية عدة محافظات فيها، وقتل وأصاب وشرد الآلاف من أبنائها.

ومع استمرار الوضع وارتفاع عدد الوفيات والحاجة الماسة لتقديم الدعم النفسي والعيني والمادي للمتضررين من دون تأخير، في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس، يمكننا القول: أن التحرك العاجل من الدولة بمؤسساتها الرسمية والشعبية والأهلية كان مميزاً، بفضل توجيهات السيد رئيس الجمهورية في الاجتماع الطارئ الذي ترأسه لمجلس الوزراء، ومن ثم حسن تنفيذ هذه التوجيهات من قبل الحكومة ووزرائها ومؤسساتها والتي تجسدت بخطة عمل إنقاذية وإغاثية محددة، ومن ثم متابعة تنفيذها ميدانياً من قبل لجان وزارية إضافة للمسؤولين في السلطات المحلية بالمحافظات

والاستجابة لدعم المتضررين لم تقتصر على الجهات الرسمية، إنما شملت الأحزاب والمنظمات والنقابات والاتحادات والغرف، حيث قامت كلّ جهة منها بوضع خطة عمل تتناسب مع مهامها وإمكاناتها، فالبعض منها شكل فرقاً تطوعية لخدمة المتضررين والمساهمة بإنقاذ المتبقين تحت الأنقاض، والبعض وضع إمكاناته اللوجستية تحت تصرف الجهات الرسمية، والقسم الثالث قدم تبرعات عينية ومادية، ماشكّل لوحة رائعة للمجتمع السوري وتكاتفه وتكافله في الأزمات مع بعضه البعض، رغم أوضاعه القاسية بسبب الحرب والحصار

وهنا نقول: إن ماتقوم به الدولة والمجتمع اتجاه المناطق المنكوبة وسكانها ليس كافياً لوحده، نظراً لعدم توفر الكثير من مستلزمات العمل والإنقاذ والمعدات الضرورية، أما بسبب قانون قيصر سيئ الذكر وفق ما أشارت إليه وزارة خارجيتنا أمس، وأما بسبب عدم توافر إمكانية توريدها بالقطع الأجنبي بعد حرب إرهابية علينا، وهذا ما أخّر إنقاذ الكثير من الموجودين تحت الأنقاض وأدى إلى موت معظمهم، ومازال هناك آخرين لم يتم إنقاذهم، وبالتالي فإن دعم الأشقاء والأصدقاء في هذا المجال إضافة لمجالات أخرى أمر في غاية الضرورة أخلاقياً وإنسانياً بعيداً عن أي حسابات سياسية، وهذا ماقامت وتقوم به عدة دول عربية وغيرعربية كما نقرأ ونشاهد في وسائل الإعلام بينما لم تتحرك دول أوروبا وأميركا الشمالية التي تتشدق بحقوق الإنسان والإنسانية ودول أخرى تدور في فلكها

وأختم بالقول: سوف تظهر نقاط قوة ونقاط ضعف كثيرة في تعاملنا مع آثار هذا الزلزال المدمّر، وتقييم ذلك مهمة وطنية حتى نعزز نقاط القوة ونتدارك نقاط الضعف مع اي كارثة وطنية طبيعية أو غير طبيعية قد تقع مستقبلاً.

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا