“غلوبال تايمز”: هيرش يفضح واشنطن بتدبير انفجار نورد ستريم

 

الثورة- ترجمة ميساء وسوف:

بعد مضي أكثر من أربعة أشهر على انفجار خطوط أنابيب نورد ستريم، أثار تقرير صادم من قبل الصحفي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش في 8 شباط، الرأي العام الدولي مرة أخرى، حيث يقدم التقرير تفاصيل عن كيفية تخطيط وكالات المخابرات الأمريكية للتخريب بأمر من الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيف نفذت البحرية الأمريكية التفجير بالتعاون مع القوات النرويجية.
بعد نشر التقرير، سرعان ما نفت واشنطن ذلك، وإن استخدامها لعبارة “الأخبار الكاذبة” غير مقنع، يجب على المجتمع الدولي أن يستمر في سؤال واشنطن حتى تقدم تفسيراً مقنعاً.
هيرش البالغ من العمر 85 عاماً هو صحفي مشهور حائز على جائزة بوليتزر، ومنذ أكثر من 50 عاماً، دفع تقريره الذي فضح مذبحة الجيش الأمريكي للمدنيين الفيتناميين بشكل كبير الحركة المناهضة للحرب في الولايات المتحدة.
كما كان وراء التحقيق في حادثة الاعتداء على سجناء أبو غريب في العراق عام 2003 وساهم في الكشف عن فضيحة ووترغيت، وهي واحدة من أكثر الفضائح السياسية فظاعة في تاريخ واشنطن.
تقرير هيرش الأخير لا يمكن مقارنته بنظريات المؤامرة في الرأي العام، كما أنه ليس شيئاً يمكن لواشنطن أن تتجاهله، ولكي نكون صادقين، فإن الشكوك حول الولايات المتحدة ليست بلا أساس، لكن التفاصيل التي تم الكشف عنها لا تزال تثير قشعريرة المرء.
على سبيل المثال، يقول التقرير: إن واشنطن كانت تخطط سراً لتخريب خطوط أنابيب نورد ستريم منذ نهاية عام 2021، قبل وقت طويل من بداية الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وفي أكثر من تسعة أشهر من النقاش، ركزت واشنطن ليس على ما إذا كانت ستفجر خطوط الأنابيب ، ولكن على كيفية عدم ترك أي دليل وراءها. لذلك تم التخطيط بعناية لقوى التنفيذ والزمان والمكان والطريقة التي تم بها تنفيذ الانفجار، حتى كاتب السيناريو الأكثر إبداعاً في هوليوود لن يجرؤ على كتابة مثل هذه الحبكة، وإذا كان ما ورد في مقال هيرش صحيحاً، فربما يتعين على العالم إعادة تقييم قدرة الولايات المتحدة على زعزعة السلام.
كان انفجار خطوط أنابيب نورد ستريم، أحد أهم البنى التحتية لتزويد الطاقة في العالم، حدثاً متطرفاً في السياسة الدولية.
وفي ظل الثقة السياسية المتبادلة الهشة، كانت خطوط أنابيب نورد ستريم ذات يوم شرياناً رئيساً للطاقة يربط بين أوروبا الغربية وروسيا، ما أدى إلى استقرار الوضع الأمني من خلال توسيع المصالح المشتركة، لهذا السبب، كانت دائماً “شوكة في عين” واشنطن.
مع انفجار خطوط أنابيب نورد ستريم، تم تدمير الجسر الوحيد المتبقي لبناء الأمن المشترك في أوروبا، ما يعني أنه يتعين على دول أوروبا الغربية أن تختار أن تكون مرتبطة بشدة مع واشنطن عند مفترق طرق الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
كما ذكر هيرش في تقريره أن ألمانيا وبقية أوروبا الغربية ستدمن على الغاز الطبيعي منخفض التكلفة الذي توفره روسيا، مع تقليل الاعتماد الأوروبي على أمريكا، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت واشنطن إلى تفجير خطوط أنابيب نورد ستريم.
إن مهاجمة وتدمير البنية التحتية المدنية الرئيسة هو عمل فظيع للغاية ذو طبيعة إرهابية ويجب عدم التسامح معه، والمجتمع الدولي ليس لديه خلاف حول هذا فقد أدانته العديد من الدول علناً، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن التخريب في خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم لن يكون في مصلحة أحد.
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، التي طالما ادعت أنها “مهنية” و “مستقلة”، تجاهلت بشكل انتقائي ما كشف عنه هيرش ونقلت ببساطة نفي من قبل حكومة الولايات المتحدة.
وبالمقارنة مع توجيه أصابع الاتهام بالإجماع إلى روسيا بعد الانفجار، يُظهر هذا الصمت غير الطبيعي أن وكالات الإعلام الأمريكية واضحة جداً بشأن متى تكون رفيعة المستوى أو منخفضة المستوى.
يظهر عدد كبير من الحقائق أن واشنطن تتفوق على الجميع في ساحة الكيل بمكيالين، فهي مهووسة في اختلاق الشائعات أو توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الآخرين، لكنها لن تعترف أبداً بأخطائها أو حتى بجرائمها، حتى لو كانت الأدلة قوية، بدلاً من ذلك ستحاول إلقاء اللوم على الآخرين.
يتوقع الرأي العام أن الحكومة الأمريكية سترد على الأرجح على ما كشف عنه هيرش، الأمر الذي سيترك وصمة أخرى على مصداقيتها الدولية.
يجب على العالم ألا يتخلى عن السعي وراء الحقيقة، لأن الأمر لا يتعلق فقط بالأخلاق والمسؤولية والضمير، ولكن أيضاً حول نوع الهوامش التي سيكتبها البشر للحرب والسلام عند النظر إلى هذه الفترة من التاريخ في المستقبل، وهذا مهم جداً.
المصدر: غلوبال تايمز

آخر الأخبار
تضم بقايا عظام حوالي 20 ضحية اكتشاف مقبرة جماعية في قبو بمنطقة السبينة بريف دمشق الأوروبيون: ملتزمون بتعزيز أمن أوروبا وإحلال السلام الدائم في أوكرانيا مؤسسات تعليمية وتربوية واعية لبناء الدولة.. القاسم لـ"الثورة": خطى حثيثة للنهوض بواقع التعليم في حلب لماذا أعجبت النساء بالرئيس أحمد الشرع؟ مدارس درعا بلا مازوت..! حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد