لا يمكن أن تكون بعيداً عما يجري حولك من تبعات الكارثة التي تعد الأكبر في تاريخ المنطقة والتي أسفرت عن خراب ودمار كبيرين، ناهيك عن عدد الضحايا الذين يتزايد باطراد كلّ يوم من جرّاء انهيار الأبنية وما خلّفته من فقدان للبيت الآمن، فأصبحت الحاجة كبيرة لتقديم ما أمكن من المساعدات التي تخفف من هول الخسائر وتعيد بعض الأمان للمتضررين من هذه الكارثة الزلزالية المدمرة.
فمن يتابع هذا التضامن والتكافل والاستجابة السريعة لتلبية احتياجات الناس في المحافظات المتضررة يدرك كيف يستطيع المجتمع السوري استنهاض إنسانيته وتحفيز مشاعره وتعزيز جهوده متعالياً على جراحاته متناسياً خلافاته ليكون في عون أخيه الإنسان والإنسان فقط دون الالتفات إلى توصيفات أخرى.
فقد وقف الجميع يداً واحدة يتنادون إلى نجدة المتضررين إن كان على صعيد المساعدات العينية أو التبرعات النقدية أو حتى بالجهود والانضمام إلى قوافل الناس التي سارعت لتقديم يد العون والمساعدة في المحافظات المنكوبة، ولم يكن مفاجئاً أن يكون الفن حاضراً في هذه الكارثة المدمرة، فقد عُقد منذ أيام مؤتمر مصغر لمنتجي الدراما في لجنة صناعة السينما للإعلان عن فتح باب التبرعات كلّ بما استطاع إليه سبيلاً، وأمام هذا الواجب الإنساني سارع الفنانون أيضاً إلى تقديم التبرعات والوقوف إلى جانب الوطن في محنته.
هذا إلى جانب عرض الكثير من الفنانين التشكيليين لوحاتهم للبيع، ليكون ريعها من أجل متضرري الزلزال.
وقد شهد” غاليري زوايا” معرضاً شارك فيه العديد من الفنانين التشكيليين وقدموا ريع لوحاتهم مساهمة رمزية لأبناء جلدتهم في المحافظات المنكوبة، ما يؤكد أن الفن ليس مهمته فقط نشر ثقافة الجمال، بل يمكن أن يشكل رصيداً فاعلاً في الأزمات والكوارث ويجسد معنى التكافل الاجتماعي بأبهى صوره.
هو الوطن الساكن فينا أبداً، وفي كلّ يوم نشهد في أبنائه تلاحماً جديداً وسجلاً مشرقاً، وأُنموذجاً للإنسانية والعطاء لا مثيل له، سورية الوطن الأغلى لك السلام.