اثنا عشر عاماً ونحن نقاوم ونتفاءل وقلوبنا مملوءة بالإيمان بأن الغد أفضل، مستنا البأساء قبل اثنتي عشر سنة، ومستنا الضرّاء جوعاً وبرداً وتشرداً خارج وطننا.
اليوم سورية جريحة تبكي أبناءها، انهارت مبان وتشققت طرق، استشهد الآلاف، وتشرد عشرات الآلاف، وأصبحوا بلا طعام أو كساء أو مأوى مع برد قارس.. ولكن لحظات قليلة وهب جميع أبناء الأرض الواحدة لإنقاذ أخوة التراب، ومساندتهم في المناطق المنكوبة، وكذلك الدول الصديقة الصدوقة، والعربية التي أثبتت عروبتها، لم تتوان عن إرسال المعدات وفرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف المجهزة بكوادرها والمساعدات الإغاثية والغذائية.
لكننا بسباق مع الزمن، فالثانية الواحدة قد تعادل روحاً تلقى حتفها أو النجاة، إلا أن السياسات الأميركية والغربية والتخاذل الدولي تجاه اتخاذ قرار فوري برفع الحصار كامل عن سورية، وفتح جميع المعابر، قلل من فرصة نجاة الكثيرين، فصمت أنين المستغيثين تحت الركام.
البحث عن ناجين ومفقودين يحتاج لآلات عديدة وفرق إنقاذ مدربة وكوادر صحية مؤهلة، وإمكانيات هائلة، وكيف يكون هذا لبلد لا يزال يعاني ويلات الحرب.
قرار السياسة الأميركية الأخير لم يكن سوى تجرد كامل من الإنسانية بالرغم من إدعائها برفع شعارات حقوق الإنسان الزائفة، وهو التملص من المسؤولية وعرقلة للجهود الرامية لإنقاذ ودعم المتضررين من الزلزال.
الكارثة كبيرة.. والدمار كبير، نحن بحاجة إلى إزالة أنقاض وإعادة بنى تحتية، مبان جديدة، ومساكن بديلة، فلنرصد حجم المساعدات لهذا الهدف، وندير هذه الإعانات بحكمة علّها ترمم ما فقد.
ارفعوا الحصار اللا إنساني واللا أخلاقي كاملاً عن سورية.. فقد يكون من رحلوا هم الناجون أما نحن فبسببكم لسنا بخير.