الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
قبل الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الروسي الأوكراني، بعثت موسكو برسالة لإجراء محادثات على أساس الواقع الحالي ودون شروط مسبقة، بينما من المقرر أيضاً أن يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن بولندا لإظهار دعم واشنطن الثابت لكييف لمواصلة القتال، وبناء على ذلك يعتقد المحللون الصينيون أن الآمال في السلام منخفضة، وإذا تم تجاهل دعوة موسكو لإجراء محادثات، فإن الصراع سيتصاعد بلا شك.
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين في مقابلة مع تلفزيون زفيزدا: إنه وفقاً للكلاسيكيات تنتهي أي أعمال عدائية في المحادثات، وبالطبع، كما قلنا من قبل، سنكون مستعدين لمثل هذه المحادثات، ولكن فقط إذا كانت هذه المحادثات دون شروط مسبقة، محادثات من شأنها أن تقوم على الواقع القائم.
وأضاف فيرشينين أن قرار المحادثات مع موسكو ليس كييف، ولكن ستكون واشنطن وبروكسل.
من جهته، قال سونغ تشونغ بينغ، الخبير العسكري الصيني والمعلق التلفزيوني، لصحيفة غلوبال تايمز: إن الجولات المتعددة من المحادثات الروسية الأوكرانية في العام الماضي والتي لم تصل إلى نتيجة ذات مغزى قد أثبتت أنه حتى لو توصلت موسكو وكييف إلى بعض الاتفاقات، سوف تتدخل واشنطن على الفور وتدمر العملية برمتها، لذا فإن المفتاح في الوقت الحالي ليس حول ما إذا كانت المحادثات يمكن أن تحدث بين روسيا وأوكرانيا مرة أخرى، ولكن ما إذا كان بإمكان واشنطن وموسكو التوصل على الأقل إلى إجماع ضمني لتجنب التصعيد.
قال محللون صينيون: إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا في الوقت الحالي، واستناداً إلى أحدث الترتيبات والقرارات التي اتخذتها واشنطن، ستعمل إدارة بايدن على منع انتهاء الصراع، وستستمر في استخدامه لتقويض روسيا والاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا هي الثمن الذي ترغب واشنطن في دفعه والذي تفهمه موسكو بوضوح.
وقال سونغ: إنه إذا تجاهلت الولايات المتحدة دعوة روسيا لإجراء محادثات، فستكون موسكو أكثر تصميماً على السعي لتحقيق انفراجة عبر الإجراءات العسكرية، ومن المحتمل أن يحدث هذا في الأسابيع المقبلة أو حتى الأيام المقبلة، حيث تحتاج القوات الروسية إلى شن هجوم جديد قبل أن تتسلم كييف المساعدة العسكرية الغربية الجديدة بالكامل.
إذا استطاعت روسيا أن تحقق سيطرتها الكاملة في المنطقة الشرقية من أوكرانيا، فستكون موسكو قادرة على إعلان وقف العملية العسكرية الخاصة، ومن ثم سيتم إنشاء أساس جديد للمحادثات.
وقال المحللون: إن الدول الغربية ستحتاج إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع الوضع بموقف أكثر براغماتية، وقد يظهر الاختلاف بين الدول الأوروبية المؤيدة للسلام والولايات المتحدة المؤيدة للحرب مرة أخرى، لكن المشكلة تكمن في أنه قبل أن يكون هناك أمل في مزيد من محادثات السلام، فإن الصراعات العسكرية والخسائر البشرية ستكون حتمية، على حد قولهم.
وبحسب ما أكده زميل باحث مساعد من مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين لصحيفة غلوبال تايمز، فإن دعوة روسيا أشبه بالتعبير السياسي لإظهار أن موسكو منفتحة على المفاوضات بدلاً من مجرد السعي إلى حل عسكري، لكن هذه ليست فكرة واقعية من شأنها أن تحظى برد إيجابي من الولايات المتحدة في الوقت الحالي .
ووفقاً لشبكة سي إن إن، سيزور بايدن بولندا هذا الشهر للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للصراع الدائر في أوكرانيا، وسيعود إلى المنطقة حيث تدخل الحرب مرحلة جديدة متقلبة دون مسار واضح للسلام.
إن الهدف الرئيس من رحلة بايدن إلى أوروبا في هذا الوقت هو بناء الزخم لانتخابه العام المقبل، وهو إضافة إلى ذلك، يريد قمع أصوات السلام البراغماتية في أوروبا ومزيد من الضغط على القادة الأوروبيين لاستهداف روسيا بشكل مشترك بموقف متشدد أكثر حزماً، كما أن موقف الصقور أكثر حزماً ما يجعل تهدئة الصراع بعيدة جداً عن كونها وشيكة.
المصدر- غلوبال تايمز