الثورة- عبد الحميد غانم:
رغم الألم الذي يعتصر قلوب السوريين بعد كارثة الزلزال المدمِّر الذي ضرب سورية، وراح ضحيته الآلاف من الموتى والجرحى، وتدمير الكثير من الأبنية، وشرَّد قسماً كبيراً من أهلنا في محافظات حلب واللاذقية وإدلب وحماة وغيرها، وفي الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمِّر قام كيان الاحتلال الإسرائيلي بعدوان غاشم فجر اليوم استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في دمشق، وأدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء 5 شهداء وإصابة 15 مدنياً وتدمير عدد من المنازل.
إن هذا العدوان الوحشي يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ، وترويع السوريين الذين لا يزالون يعانون من الآثار الكارثية التي خلفها الزلزال، ويعملون لدعم المتضررين منه، كما يتزامن مع الاعتداء الذي قام بها تنظيم “داعش” الإرهابي وأسفر عن استشهاد عشرات المدنيين العزل في ريف محافظة حمص الشرقي.
ويأتي ذلك مع مواصلة حكومة كيان الاحتلال الإرهابية اعتداءاتها الوحشية وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني واعتداءاتها على أراضيهم ومنازلهم ومقدساتهم.
كل هذه العربدة الصهيونية التي تشكل تهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة، وتستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية والفلسطينية وفي المنطقة، لم تعد خافية على أحد في العالم، ولم يعد التواطؤ الإسرائيلي مع التنظيمات الإرهابية والتورط الأميركي الغربي مع العدوان والإرهاب الإسرائيلي والداعشي خافياً، بل أضحى واضحاً وضوح الشمس.
فهذه العربدة الإسرائيلية التي تقودها حكومة الإرهاب الصهيونية متأصل بها ولا تعير أي اهتمام للسلام، وهي تعبِّر بذات الوقت عن صلفها وحقدها ونازيتها وعنصريتها عبر ممارساتها التي لا تترك أي صفة من العدوانية والعنصرية والوحشية إلا وفاقت كل تصور.
إلى متى سيترك العالم هذا العدو الغاشم يعبث بأمن المنطقة واستقرارها، أين دعاة السلام وأين أبواق الغرب التي تصدح بالإنسانية والحريات وحقوق الإنسان، هل أصمّت أذانها عن أصوات العائلات الثكالى التي أصابها العدوان وسقط أبناؤها ضحايا العدوان والإرهاب، هل أعموا عيونهم عن صور الدمار الذي خلَّفه العدوان، أم عن صور الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان والإرهاب؟.
إلى متى ستبقى العربدة الصهيونية والإرهابية طليقة دون حساب؟.. سؤال برسم الأمم المتحدة ومؤسساتها والقوى الغربية الكبرى التي تدعي المدافعة عن الحقوق والإنسانية.