كان للزلزال الذي ضرب سورية وتحديداً الشمال الغربي منها، آثاره السلبية على اختلاف أشكالها وصورها، وكانت الروح التي كان عليها أبناء هذا الوطن الغالي، روح أكدت وحدة سورية أرضاً وشعباً شاء من شاء وأبى من أبى.
نعم لقد هبّ أبناء سورية وكانوا على قلب رجل واحد نجدة وإغاثة لمن أصابهم الزلزال المدمر بشكل مباشر.
دور مهم
لقد وحّد الزلزال الجميع، فالتقوا واجتمعوا جنباً إلى جنب، وهم يسارعون للمشاركة في أعمال الإنقاذ والإغاثة وتقديم المساعدات والدعم المادي والمعنوي، وكان الرياضيون منذ اللحظات الأولى على قدر المسؤولية وفي المقدمة، وتتالت المبادرات الإنسانية منهم: (اتحادات ألعاب ولجان تنفيذية وأندية وروابط مشجعين ورياضيين متطوعين) لمساعدة أهلنا المتضررين
وفتح الاتحاد الرياضي العام منشآته ومدنه وملاعبه وصالاته الرياضية أمام العائلات المتضررة وفق خطة التحرك الطارئة ووجه كوادره باختلاف مهنهم الصحية والهندسية والتربوية والاقتصادية بما يسهم في تخفيف آثار الزلزال على المواطنين المنكوبين .
وتحولت الأندية في جميع المحافظات إلى خلايا نحل، وهي تجمع وتجهز المساعدات بالتعاون مع روابط المشجعين، ومن ثم تقوم بتسيير القوافل التي تحمل هذه المساعدات إلى المحافظات والمدن المنكوبة، وقام الرياضيون في مواقع الكارثة وفي مراكز الإيواء بالمساعدة في كل ما يمكن القيام به.
ووجهت إدارة الإعداد البدني والرياضة في الجيش والقوات المسلحة إلى فتح مقر نادي الجيش الرياضي المركزي في المنطقة الوسطى والواقع في منشأة البعث الرياضية بحمص، والمنطقة الساحلية باللاذقية (المدينة الرياضية – منطقة الشاليهات) والمنطقة الشمالية بحلب للأهالي مع تقديم كافة الرعاية والاهتمام.
وقامت الأندية الأخرى في كافة المحافظات بمبادرات مع وجود فرق تطوعية تحت عناوين تصب في هدف واحد ألا وهو دعم وإغاثة أهلنا في المدن والمناطق المنكوبة، وكل ذلك وفي شدة المأساة عبر رسم صورة جميلة لسورية الكبيرة والصامدة عبر التاريخ بأبنائها برغم كل المحن والكروب والحروب والمؤامرات عليها.
تضامن رياضي دولي
هذا وقد عبر العالم عن تضامنه مع سورية وشعبها في هذه المحنة، وكان للرياضيين مؤسسات ورياضيين وجماهير مواقف عظيمة ومشرفة من خلال صور كثيرة تمثلت بإرسال البرقيات أو البيانات أو الوقوف دقيقة صمت في المباريات أو رفع علم سورية في كثير من المباريات والملاعب، فقد تلقت اللجنة الأولمبية السورية برقيات تعزية من اللجان الأولمبية والاتحادات الدولية تضامنا مع سورية ورياضييها وكان هناك برقيات مماثلة من اللجان الأولمبية الوطنية في الجزائر وفلسطين ولبنان وفرنسا و أيرلندا و سريلانكا والجبل الأسود (مونتينيغرو)والولايات المتحدة الأمريكية وكرواتيا واليابان وصربيا وكوسوفو وألبانيا، ومن اللجنة المنظمة لألعاب باريس الأولمبية 2024 واللجنة الدولية للعب النزيه والاتحاد الدولي للهوكي والاتحاد الدولي للبلياردو والاتحاد الدولي للترياثلون والاتحاد الدولي للسباحة والاتحاد الدولي لبناء الأجسام واللجنة الدولية لألعاب المتوسط واللجنة المنظمة لألعاب المتوسط الشاطئية في اليونان.