الثورة- فؤاد مسعد:
رغم مرور الأيام تبقى اللحظات الصعبة التي عاشها السوريون عند وقوع الزلزال محفورة في النفوس، الأمر الذي عبّر عنه المخرج السينمائي أيهم عرسان في حديث لصحيفة الثورة بقوله: «هناك ألم شديد وغصة فالزلزال زلزل كل سوري، ومما لا شك فيه أن الألم الأشد عاشه من تعرضوا له بشكل مباشر وعانوا من ويلاته، إلا أن المجتمع كان متكاتفاً محباً وقدم كثيرون العديد من المبادرات لمد يد العون، كما كانت هناك مبادرات من الفنانين».
وأشار عرسان إلى أهمية إنجاز أعمال تُعبّر عما حدث وأن توظفه بالشكل الأمثل، ليس استغلالاً للحالة وإنما إظهاراً لفكرة أن آثار الزلزال عكست المعدن الأصيل للسوريين، فقد جمع فيما بينهم روح التعاضد والمحبة والتكاتف والمساعدة واقتسام اللقمة مع بعضهم البعض، مؤكداً أن الأمثلة عن ذلك كثيرة، حتى أن هناك من أخذ من حاجيات منزله من دون أن يكون لديه بديل عنها ليتقاسمها مع منكوبي الزلزال، أما حول قدرة الفنان على إيصال الصوت للمجتمع الدولي كي يتم رفع العقوبات، فقال: «كلنا نطالب بإلغاء العقوبات والحصار الجائر، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى صوت موحد بشكل أكبر، فما يحدث أن كل يناشد منفرداً، في حين يسمع العالم الصوت الواحد القوي المؤثر الذي يمكنه تشكيل الضغط اللازم».
ويؤكد أنه رغم الصعوبات التي مرت على سورية خلال السنوات الماضية إلا أن السوري لازال قوياً متماسكاً وقادراً على الإبداع والابتكار والعطاء، وهو أمر ينبغي التأكيد عليه دائماً حتى في الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها، فعلينا أن نبقى إيجابيين ونبث روح الأمل للناس، وهذا الأمر واجب على كل منا القيام به وخاصة المبدع الفاعل في مجتمعه، لتجاوز العثرات والمضي قدماً نحو الأمام.