اللاذقية – نعمان برهوم:
في غمرة انشغال الجهات الحكومية وغيرها في معالجة نواتج الزلزال، تكثر التفاعلات العاطفية مع المعلومات التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي عبر «فيسبوك» وغيره، بشكل أو بآخر من دون توخي الدقة والمصداقية من تلك المعلومات عند عموم المواطنين.
ومع مارافق كارثة الزلزال من حالات هلع وخوف وظروف صعبة، واضطرار أعداد كبيرة من المواطنين لترك منازلهم، باتت إمكانية إيصال المعلومات الصحيحة، التي تجهد الوزارات كل في اختصاصه، تعاني من الصعوبات بسبب الكهرباء وتعذر متابعة ما يبث وينشر من معلومات عبر محطاتنا التلفزيونية، انصرفت الأكثرية لمتابعة صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، حيث تتناقض المعلومات وتكثر التوقعات مما جعل المواطن في حيرة من أمره.
ومع توالي الهزات الأرضية الارتدادية وغير الارتدادية ترتفع حالة الخوف بين أوساط المواطنين خاصةً في المحافظات المنكوبة، فقد سادت يوم أمس عند حدوث الهزة حالة من الهلع الهستيري بين قسم كبير من سكان تلك المحافظات، نجم عنها وفيات وإصابات كسر في الأطراف نتيجة التدافع للخروج من المباني، إضافة إلى عشرات الإصابات العصبية والنفسية التي غصت فيها المستشفيات.
اليوم ومن خلال لقاءات للثورة مع المواطنين في بعض الأحياء، لاحظنا أن هناك حاجة إلى ضخ المزيد من المعلومات الدقيقة التي توضح بشكل مبسط كيفية التعامل مع الزلازل، وأن لا أحد يستطيع التكهن بحدوث الزلازل بالطريقة التي يقول فيها البعض عبر فيسبوك.
كما سادت حالات انتقاد لعودة الدوام الرسمي في المدارس، والأهالي يطالبون بضرورة عودة الكشف على الأبنية المدرسية من جديد بعد زلزال يوم أمس، كما بات معظم المواطنين يطالبون أيضاً بضرورة عودة الكشف على منازلهم مجدداً، بالرغم من الكشف الذي تم مؤخراً، وكل هذا بالرغم من أهميته وقيام اللجان الهندسية بواجبها، إلا أن المواطن ونتيجة تأثره بما يضخ على صفحات التواصل بات يبالغ في القلق والتوتر.
وهنا يجب أن يعاد النظر في موضوع تقنين الكهرباء في المحافظات المنكوبة، والعمل على توفيرها لفترات طويلة، واستضافة خبراء وأكاديميين بعلم الزلازل وأطباء عبر شاشاتنا الوطنية والتوجه للمواطن بشكل متكرر لتوعيته خلق ثقافة صحيحة فيما يتعلق بظاهرة الزلازل.
ولا بد من تشكيل وعي مجتمعي لمواجهة الإشاعات والتهويلات التي يعمل البعض على ترويجها بين الحين والآخر كسبق صحفي أو غيره.
