نحو ثقافة علمية عن الزلازل

ظافر أحمد أحمد:
عشنا ونعيش تجارب قاسية ولم نتصور قبل وقوعها أنّ سورية يمكن أن تتعرض لها، وخلال سنوات طويلة ومن شدة النظرة العاطفية إلى الأمان السوري لم نتصور أي سيناريو يخلخله، ولم نكتشف أمراضاً اجتماعية وقناعات لا واعية أسهمت وتسهم حتى الآن في خلخلة الأمان الاقتصادي والاجتماعي وهي أداة رئيسية بخدمة التآمر الخارجي المنظم والحصار الغربي.
كما أنّه لسنوات أطول وأطول كان السكن العشوائي الذي يتوسع في سورية خارج أيّ معيار من معايير السلامة بحكم حاجة النّاس وبالتسليم بلطف الأقدار بأنّ لا تحدث زلازل.. فهل بعد وقوع ما حظرناه في تفكيرنا يمنع مجدداً عدم التحضر للأسوأ الذي يمكن أن يصيب مناطق السكن العشوائي..؟ إنّه السؤال العلمي الذي يجب العمل فيه منذ اللحظة التي قرر قدر الزلازل أن يدفعنا إلى خيار العمل ب(ثقافة زلزالية) وإلاّ سندفع الثمن باهظاً.
فملف السكن العشوائي أعقد وأغزر ملف تعاملت معه حكومات عشر خطط خمسية على الأقل وبقي متخماً بأضابير المخططات والمشروعات المعلقة..، ولكن هاهو الزلزال يؤكد أن الملف الأثقل في سورية هو مناطق السكن العشوائي.
في سنوات ما قبل الحرب كانت توجد لجنة تخصصية في الزلازل، وكان كاتب هذا المقال في عضويتها معنياً بالتعاطي مع التوعية الإعلامية تجاه الزلازل، ولكن مع اشتداد الحرب على سورية فقدت اللجنة دورها إذ خضعنا يومها في اللجنة لحالة عاطفية مفادها: كيف نسوّق إعلاميا التوعية تجاه الزلازل بينما الحرب “تزلزل” سورية؟ فصمتت اللجنة وغيرها من جهات معنية بإدارة الكوارث ولم تمارس دورها.
وهذا هو الخطأ عندما تفرض العاطفة أقدارها على العلم، إذ من الخطأ تجاهل التعامل مع شؤون شتى الكوارث الطبيعية حتى في زمن كارثة الحرب، فالتفكير العملي والحكومي السليم عليه أن يحيط ويتحضر لشتى السيناريوهات التي تجعل أضرار أي كارثة أقل مما يمكن أن تسببه.
ودائماً في التعامل مع الكوارث الأهم الإمكانات المحلية، لأنّه من الأسئلة العلمية أيضا السؤال: ماذا لو لم يساعدك الآخرون في التصدي لكوارثك..؟
في تجربة التعامل مع الزلزال الذي أصاب سورية تساعدنا اجتماعياً وحكومياً وساعدنا الآخرون، ولكن إنّ الهزّات الأرضية تحتاج منّا فعلا إلى هزّة في ثقافتنا العاطفية وإطلاق ثقافة تزلزل أي تكاسل تجاه تظهير إمكاناتنا المحلية الوطنية وإمكانات التفكير العلمي السوري في شتى المجالات، خصوصا في التعامل مع الكوارث ومع ملف السكن العشوائي قبل غيره.

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي