الثورة – نور جوخدار:
في وقت تتسارع فيه الجهود الأميركية للتفاوض مع روسيا، يكثف الاتحاد الأوروبي اجتماعاته تخوفاً من هذا التقارب، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل اجتماعه المقرر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم إنه “ملتزم” بضمان “خروج أمن الأوروبيين أقوى” من المفاوضات المقبلة.
وفي تغريدة على منصة «إكس» قال ماكرون: “بعد مناقشات الأيام القليلة الماضية مع الزملاء والحلفاء الأوروبيين، نحن ملتزمون بضمان عودة السلام بشكل عادل ودائم إلى أوكرانيا وتعزيز أمن الأوروبيين خلال جميع المفاوضات المستقبلية”.
ويعد اللقاء بين ماكرون و ترامب الأول منذ تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب حديثاً.
وأضاف ماكرون إنه تحدث أيضاً في الساعات الأخيرة خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول ضرورة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وضمان السلام العادل والدائم.
بدورها، نقلت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية عن أرودغان قوله في بيان: إن تركيا باعتبارها دولة تمكنت من جمع الأطراف المتحاربة على طاولة المفاوضات عدة مرات، يمكنها المساهمة في محادثات السلام، واستضافتها.
وأشار أردوغان إلى أهمية البدء في عملية تفاوض لا تستبعد أي طرف من طرفي الصراع.
ووفق الرئاسة التركية فإن الرئيسين اتفقا على زيادة التنسيق بين البلدين في المرحلة القادمة، ولاسيما أنهما منضويتان في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
كما أجرى ماكرون محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان.
وبالتزامن، أكدت البعثة الدائمة للصين لدى الأمم المتحدة أنه من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار محايد بشأن أوكرانيا قدمته الولايات المتحدة.
ووفقاً لدبلوماسيين فإن المقترح الأميركي يدعو إلى إنهاء الحرب دون أن يصف روسيا بالـ “معتدي”، أو يطالب بسحب قواتها من أوكرانيا.
ومع الذكرى الثالثة للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، قالت فون دير لاين عبر شبكات التواصل الاجتماعي: “نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا.. في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده ما هو على المحك، بل مصير أوروبا”.
وتابعت فون دير لاين قبيل ساعات من اجتماعها المقرر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “أوكرانيا الحرة وذات السيادة هي في مصلحة العالم بأسره” مضيفة “يجب أن نسرع من الإرسال الفوري للأسلحة إلى أوكرانيا”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، في منشور له على منصة «إكس»: “قبل ثلاث سنوات، في هذه اللحظة خاصة، حطّم غزو روسيا السلام في أوكرانيا، وتسبَّب في معاناة هائلة للشعب الأوكراني”.
وتابع: “كنا معكم منذ اليوم الأول، وسنظل معكم جنباً إلى جنب، كتفاً بكتف.. نريد سلاماً عادلاً ودائماً، كما تريدون أنتم “مشيراً إلى أن “مستقبل أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، وأمن أوكرانيا هو أمن أوروبا.”
كما أعلن كوستا الدعوة إلى قمة أوروبية خاصة في السادس من آذار المقبل قائلاً “نعيش لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا والأمن الأوروبي”.
من جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني استعداده للتخلي عن رئاسة البلاد، مقابل السلام وقال في مؤتمر صحفي عقد في كييف أمس: إنه “إذا كانت هناك حاجة إلى ترك الكرسي، فأنا مستعد لفعل ذلك.. ويمكننا الاستعاضة عنه بعضوية أوكرانيا في الناتو”.
وأشار زيلينسكي إلى أنه يريد أن يكون ترامب شريكاً لأوكرانيا وأكثر من مجرد وسيط بين كييف وموسكو، لافتاً إلى أنه يرفض الاعتراف بأن أوكرانيا مدينة للولايات المتحدة بمبلغ 500 مليار دولار مقابل المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى كييف في وقت الحرب.
وأضاف زيلينسكي أن المِنح ينبغي ألا تعامل على أنها قروض، موضحاً أن كييف وواشنطن تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في أوكرانيا مقابل المساعدة الأمنية.
بالمقابل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب المفاوضات مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن روسيا لن توقف الأعمال القتالية في إطار العملية العسكرية الخاصة، إلا عندما تسفر المفاوضات لحل النزاع الأوكراني عن نتيجة قوية ودائمة وأنهم بحسب قول الرئيس بوتين مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا، ومع أوروبا، ومع أي ممثلين، يرغبون بروح من حسن النية في المساعدة على تحقيق السلام.
وبحسب لافروف فإنه على خلفية تصريحات السياسيين الأوروبيين بشأن أوكرانيا، “يبرز موقف الولايات المتحدة – وهو موقف معلن باستمرار، فهو لا يدعو إلى “مصالحة” فورية، وترك خط التماس ثم التفكير فيما يجب القيام به – لقد أكدنا دائماً أن هذا الخيار لن يناسبنا”.
#صحيفة_الثورة
