الثورة – منهل إبراهيم:
يطرح عزم أمريكا تقليص بعثتها الدبلوماسية في الصين العديد من التساؤلات في ضوء استمرار توتر العلاقات السياسية والاقتصادية بين بكين وواشنطن، حيث تتهم الصين الولايات المتحدة بزيادة التضخم وإحداث اضطرابات في السوق الصينية، وصولاً إلى ركود عالمي.
“صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست” نقلت عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تعتزم تقليص حجم بعثتها الدبلوماسية في الصين بما يصل إلى عشرة بالمئة.
وقد يتم إخطار الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ وكذلك الموظفين المحليين بالأمر في الأيام القادمة، في حملة تقليص وصفتها الصحيفة بأنها غير مسبوقة.
وذكرت الصحيفة أن التخفيضات ستطول السفارة في بكين والقنصليات في قوانغتشو وشنغهاي وشنيانغ وووهان، بالإضافة إلى القنصلية في هونغ كونغ.
وأضافت “ساوث تشاينا مورنينج بوست” أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيتم إعادة تعيين أي من هؤلاء الأفراد في وظائف أخرى في السلك الدبلوماسي لكن من المتوقع تسريح عدد منهم.
وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت من السفارات الأميركية حول العالم الاستعداد لخفض أعداد الموظفين، في إطار مساعي الرئيس الجمهوري لإصلاح السلك الدبلوماسي الأميركي.
ويبذل ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك جهوداً لخفض الإنفاق الحكومي الأميركي منذ تولى ترامب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ولم يكن لدى وزارة الخارجية الأميركية أي تعليق على الفور، وبحسب الموقع الإلكتروني للسفارة والقنصليات الأميركية في الصين، يضم مجمع السفارة في بكين أكثر من 1300 موظف أميركي ومحلي يمثلون ما يقرب من 50 وكالة اتحادية أميركية مختلفة.
وحذّرت الصين، في وقت سابق أمام منظمة التجارية العالمية من أن الرسوم الجمركية التي لوّح بها الرئيس ترامب – أو فرضها – قد تتسبب بزيادة التضخم وإحداث اضطرابات في السوق، وصولاً إلى ركود عالمي.
وبعد تولّيه في 20 يناير (كانون الثاني) سدّة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية، فرض ترامب على الصين، ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
ووقّع ترامب أوامر تنفيذية، في وقت سابق، تفرض رسوماً جمركية جديدة بنسبة 20 في المائة على الصلب والألمنيوم، من المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ في 12 مارس (آذار) القادم، كما قال ترامب، الثلاثاء الماضي، إن الرسوم الجمركية التي يعتزم فرضها على السيارات المستوردة ستبلغ نحو 25 في المئة، وذلك رداً على أسئلة صحافيين حول تعريفات يتطلّع إلى إعلانها بحلول 2 أبريل (نيسان) المقبل.
وقال لي تشنيغانغ، ممثل الصين لدى منظمة التجارة العالمية: “يواجه العالم سلسلة صدمات على مستوى الرسوم الجمركية”، وذلك في أول اجتماع يعقده في السنة الحالية المجلس العام للمنظمة.
وأضاف المندوب الصيني: “لقد فرضت الولايات المتحدة أو هدّدت بفرض رسوم جمركية على شركائها التجاريين، بما في ذلك الصين، بصورة أحادية وعلى نحو تعسّفي، منتهكة بشكل صارخ قواعد منظمة التجارة العالمية”.
وتابع: “تزيد صدمات الرسوم الجمركية هذه من عدم اليقين الاقتصادي، وتعطّل التجارة العالمية، وتنطوي على مخاطر زيادة التضخم المحلي أو التسبب باضطرابات في السوق أو حتى بركود عالمي”، مشدّداً على أن السياسة الأحادية الأميركية تهدّد بقلب النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على قواعد راسخة، وقال لي إن “المخاطر كبيرة بالنسبة لجميع الأعضاء، الكبار أو الصغار”.
#صحيفة_الثورة