(ينسى الإنسان أن يفعل، لا يعود يقوم سوى بردّ الفعل)..
كأن مقولة نيتشه تصف حال الإنسان في هذه البقعة الجغرافية..
حيث أصبح الفعل الحقيقي “فائضاً سلوكياً” يتستّر بزي (ردّ الفعل)..
هل أفعالنا “الحالية”.. كل سلوكياتنا.. تصرفاتنا.. أعمالنا تخبئ إرادة حقيقية أم أنها مجرد ردّات فعلٍ نتجت عن أعمال أو أحداث أكبر منّا، كانت بالرغم عنا..؟
عن الكيفية التي يتم فيها تقزيم (أصل الفعل) و(أصل الإرادة) ثمة الكثير مما يمكن سرده..
ويمكن لهذه أن تترافق بتقزيم أصل الإنسان فينا أيضاً..
كم ينقصنا من الحبّ حين يتلاشى الإنسان داخلنا..؟
في الكوارث الطبيعية يضمحل حجم الإرادة الإنسانية وتتمثل فقط بردّات فعل..
ردّات فعل أبناء البلد ارتقت لتكون أفعالاً تسم كل العمر..
لكن وبنفس الوقت ما نسبة هذه (الردّات/الأفعال) من كل ما يحيط بنا من فوضى.. ومحاولات لطمس القدرة على الفعل وإحداث الفرق..؟
(ينسى الإنسان أن يفعل).. ونحن أبناء هذه الأرض لم ننسَ أن نفعل إنما أُريد لنا فعل النسيان سمةً عامة تلتصق بجيناتنا..
في دوامة الحاصل لنا (ننسى أن نفعل.. ولا نعود نقوم سوى بردّ فعل).. يملأ لحظاتنا بريختر خوفٍ وصواريخ رعبٍ.. وقلّة حيلة..
فتتبعثر قدراتنا وتتناثر طاقاتنا.. ولهذا نحتاج لكثير من الاستغراق في وقت لتحرير الكامن منها.. وإعادة إطلاق برعم الحياة فيها من جديد.