لايزال سكان المدن بمختلف شرائحهم العمرية التي تضررت من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد أو سكان المدن التي شعرت بالهزات الارتدادية التالية للزلزال حيث كان بعضها قوياً جداً.. لايزالون يعيشون حالة من الخوف الشديد ..
ففي مدينة حمص يقضي المواطنون أغلب أوقاتهم في الحدائق العامة ويبقون فيها حتى ساعة متأخرة من الليل ..
وتزداد حالات الخوف أو الهلع لدى الأطفال الصغار وطلاب المدارس، وهنا تقع على الأهل مسؤولية طمأنة أولادهم وتهدئتهم أما بالنسبة إلى طلاب المدارس ولاسيما في مرحلتي التعليم الأساسي الأولى والثانية فتقع مسؤولية توعيتهم وإدخال الطمأنينة لقلوبهم على عاتق المرشدين النفسيين في جميع المدارس ..
كما يقع على عاتق مديريات التربية سواء في حمص أو في بقية المحافظات إصدار قرار بعد التنسيق مع وزارة التربية لتخصيص حصة درسية كاملة يتولى إعطاؤها المرشدين النفسيين؛ وتكون الحصة بمثابة دعم نفسي لتهدئة الطلاب والتخفيف عنهم وطمأنتهم .. حيث تبرز أهمية وجودهم الآن أكثر من أي وقت آخر..
والجميع يعرف أن كلام المدرس يختلف عن كلام الأهل أو أي شخص آخر ولا ضير أن تستفيد المدارس من بعض المختصين في مجال الجيولوجيا أو ممن لديهم خبرة في مجال الزلازل .. لقد حان دور المرشدين النفسيين الآن وهم وحدهم يعرفون هذا الأمر، ويعرفون أيضاً كيف ينبغي عليهم التعامل مع الظروف الراهنة الطارئة .. فهل تبادر وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات؟ وفي حال فعلت ذلك فإن مبادرتها ستكون في مكانها وفي وقتها المناسبين…

التالي