الثورة – نيفين أحمد:
يأتي خوف الأطفال بعد الزلزال في أشكال متعددة كما يمكن أن يتأثر بالحدث حسب درجة تضرره منه سواء بدمار منزله وفقدان أسرته أو التعرض لهزة أرضية أفسدت ترتيب المنزل فقط من دون أضرار جسيمة ولكن قد يأتي هذا الخوف بعدة أشكال، حيث تنتابهم أعراض الاكتئاب والقلق الشديد وعدم القدرة على النوم بشكل سليم وربما يرون كوابيس مزعجة.
لكي يتدارك اطفالنا الكارثة التي عايشوها توقفنا مع المرشدة النفسية زينب أحمد، حيث أوضحت أنه من المهم جداً احتواء هؤلاء الصغار وفهم مشاعرهم حتى تمرّ الأزمة بسلام، لأنها مصدر خوف وقلق للكبار فما بالنا الصغار الذين قد تتغير حياتهم بعد الزلزال كأن يعانون من اضطراب أو كرب من جراء فقدان عزيز أو الخوف والهلع الذي يعيشونه بكل لحظة من حياتهم والذي يشكل أزمة نفسية.
الحفاظ على الهدوء
تابعت المرشدة أحمد بالقول: إذا كنتم تعيشون مع أطفالكم في منطقة معرّضة للزلازل فمن المهم أن يكون لديهم معلومات مبسطة عن الزلزال وكيفية حدوثه والاستعدادات الشاملة له وفي أثناء الزلزال من المهم الحفاظ على هدوء أعصابكم من دون هلع والتصرف بحكمة حتى لا ينعكس الأمر سلباً على أبنائنا، وأن نعلم أطفالنا أنه فور الشعور بهزة أرضية يجب الاحتماء تحت منضدة أو مكتب متين أو قرب جدار داخل المنزل والجلوس بوضعية القرفصاء على الركبة وتغطية الوجوه ببطانية حتى تمر الهزة.
كيف نحتويهم؟
وأكدت أحمد أنه بعد الزلزال يبدأ الدور الأهم وهو محاولة إخراج أطفالنا من هذا الجو وذلك من خلال القيام بالأنشطة التي تُريح براءتهم وتحميهم والاستماع جيداً إلى مشاعرهم إذا كانوا يبكون فلا يجب أن نسكتهم أو نخبرهم أن يصمتوا فقط، بل يجب احتضانهم ومحاولة التأكيد على أنهم أصبحوا بأمان والبدء بالعودة إلى الروتين اليومي كما أشارت الى ضرورة الاهتمام بمخاوفهم والعمل على شرح سبب الزلزال بشكل علمي وتوضيح خطوات التعامل فور وقوع الزلازل وإشراكهم في أنشطة مختلفة مع أطفال آخرين كنوع من الإلهاء أو التخلص من الطاقة السلبية.
آثار الصدمة
وشددت الاختصاصية أحمد على ضرورة الانتباه جيداً لأطفالنا في مرحلة ما بعد الكارثة، حيث يُدرج ضمن آثار صدمة الزلازل عند الأطفال حدوث حالات «الاكتئاب والقلق الشديد وعدم القدرة على النوم ورؤية الكوابيس باستمرار» فضلًا عن فقدان الثقة في العالم وفي قدرة البالغين على حمايتهم.
كما يظهر الإنكار وشعور الطفل بأنه في حلم سيئ وفقدان الشهية وانعدام الرغبة في تناول الطعام أو الشراب.
ونوهت أحمد بأنه قد تصل الآثار النفسية إلى حد فقدان الطموح والتخطيط للمستقبل بعد الزلزال وامتلاك أفكار سوداوية، لذا يجب أن نطبق القواعد بحذافيرها التي ذكرت أعلاه لنحمي ونحافظ على صحة أبنائنا النفسية.
وأوصت بتعليم الأطفال قواعد السلامة الأساسية للتعامل مع الكوارث مثل التزام الهدوء وعدم الخوف والفزع والانتظار إلى حين وصول المساعدة المناسبة، أو زوال الخطر أثناء الزلزال.

السابق