الثورة -يمن سليمان عباس:
الخوف ميزة بشرية لا عيب فبها أبداً وربما تطول كائنات أخرى مدجنة أو غير أليفة.. وهذا ما نراه دائماً، والخوف عبر العصور كان أسلوبها يطلقه المتحاربون أو من يريدون الوصول إلى أهداف معينة.
من هنا تأتي ضرورة الالتفات إلى أساليب صناعته وإطلاقه في النكبات الطبيعية أو غيرها عبر الإشاعات، وما أكثرها اليوم ولاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقديماً ينسب إلى عنترة قوله عندما سئل كيف أصبح الأبطال يهابونك؟ فقال:كنت أضرب الجبان ضربة يطير لها رأس الشجاع وبهذا المعنى أيضاً يروى أن الطاعون دخل قرية، وعندما خرج منها كان الجميع موتى وعلى لسان الطاعون قال: لقد أمات الخوف النصف الآخر.
نحن اليوم بأمس الحاجة إلى الهدوء والرزينة والقدرة على ضبط الأعصاب والتفكير بروية وهدوء، حق الجميع أن يخافوا وأن يكونوا حذرين، ولكن علينا الانتباه إلى أن الإشاعات التي تطلق كثيرة، وهي مغرضة لها أهدافها في خلخلة البنية الاجتماعية والقدرة على التصرف والعمل بروح الفريق الواحد وجعل الجميع يفكرون بطريقة فردية.
لقد خبرنا في سورية هذه الأساليب المغرضة منذ أن كانت الحرب العدوانية علينا واليوم يجد الطابور الخامس سواء في الداخل أو الخارج الفرصة مواتية لإطلاق أبواق الخوف، ولنلاحظ أن هبة واستجابة الشعب السوري لتداعيات الزلزال الماضي الذي وقع في ٦ شباط أذهلت العالم بروح التضامن والتعاضد والقدرة على التصرف السريع وبلسمة الجراح.
هذا ما أقض مضاجع الأعداء وبدأت جوقات التضليل والإشاعات تارة على لسان من يدعون أنهم علماء وتارة أخرى على ألسنة أدعياء دين وغيرهم من عرافين.. الأمر زاد عن حده كثيراً نعرف أن الشعب السوري لا تفت في عضده مثل هذه الإشاعات ولكن لا بد من القول: إننا نؤمن بقضاء الله وقدره وأن علينا أخذ الحذر والاحتياطات اللازمة لكننا لن نسمح للهلع أن يدخل قلوبنا ولا أن يمس وحدتنا الاجتماعية ولا أن يهزم قيمنا.. نحن معاً في زورق الوطن الذي يبحر بإذن الله نحو الأمان.
