الثورة – ترجمة رشا غانم:
فضحت بعض وثائق تويتر الدّاخلية، والتّي كشفها صحفي استقصائي من الولايات المتحدة مؤخراً، حول كيف تتلاعب وكالات الحكومة الأمريكية المتعددة بوسائل التّواصل الاجتماعية لتعزز أجندتها، ولطالما أنشأت شبكة الكترونية من الشائعات وذلك لإثارة الرأي العام والتلاعب به لشيطنة الدول الأخرى ومواصلة الهيمنة الأمريكية.
خلال الحرب الباردة، أطلقت الولايات المتحدة ما يُسمى بـ”غرفة عمليات موكنغ بيرد”، حيث وظّفت أكثر من 400 صحفي و25 منظمة حول العالم لبثّ معلومات كاذبة ومضللة، فاستمرت بخلق الأكاذيب، ابتداءً من استخدام منظفات الغسيل كدليل وعذر لقصف العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، كما بثّت فيديوهات كاذبة “للخوذ البيضاء” لقصف سورية أيضاً، وبنفس الطّريقة روّجت لـ” فرضية الذّنب”، عن أصل ومصدر كوفيد19، حتّى أنّ وزير الخارجية الأمريكي السّابق مايك بومبيو اعترف:” نحن نكذب، نخدع، نغش ونسرق، هذا هو مجد أمريكا المستمر بالاستغلال والتّلاعب”.
كثيراً ما شنت الولايات المتحدة حروب الرأي العام، باستخدام معلومات مضللة وكاذبة كأداة ضدّ البلاد الأخرى، ابتداءً من التحريض على الثورات الملونة عبر العالم، واستخدام “الأمن القومي” كحجة وعذر لقمع الشّركات الأجنبية، وانتهاء بترويج أكاذيب ك” المذابح الجماعية”، و”معسكرات العمل الجماعية” في شينجيانغ، ولم تكلّ الولايات المتحدة عن محاولاتها بالتخريب بحجة ” نشر الديمقراطية”، والسّحق والدّوس على حياة الآخرين بحجة “حماية حقوق الإنسان”.
هذا ولقد أصبحت المعلومات المضللة والكاذبة المجرّدة من الأخلاق، السّلاح السيبراني المفضل لدى الولايات المتحدة، ففي حروبها الجديدة الباردة، ووفقاً لتقرير صادر عن مركز التكنولوجيا التابع للمعهد الاسترالي، بأنّ 5.752 من حسابات تويتر، أغلبها تمّ التحكم بها عن بعد من قبل ” الروبوتات في الولايات المتحدة”، وذلك لإعادة بث تغريدة الإشاعة لأصل ومصدر كوفيد-19، حيث أسست الولايات المتحدة شبكات انترنت للمعلومات المضللة تستهدف من خلالها بلدانا أخرى تكرهها وبلغات متعددة.
لقد زعزعت مثل هذه الأكاذيب الملفّقة ثقة النّاس في الولايات المتحدة، فقد كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة غالوب/نايت بأنّ 50 بالمئة من المواطنين الأمريكيين متأكدين من أنّ معظم المؤسسات الإخبارية الوطنية تضّلل الرأي العام، كما خلص مسح أجراه تقرير العالم وأخبار الولايات المتحدة في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وغيرها من المؤسسات بأنّ الثقة العالمية بالولايات المتحدة قد انخفضت بنسبة 50% منذ عام 2016.
إنّ تلفيق الأكاذيب وإشاعتها لن يساعد الولايات المتحدة بكسب نفوذ حقيقي، فما عليها إلا التوقف عن خداع العالم وعن تخريب الدول الأخرى وتدميرها بتلك الأكاذيب.
المصدر: تشاينا ديلي