الثورة – أديب مخزوم:
الموسيقا والغناء الراقي والألوان، من أقوى أنواع منشطات الحياة والصحة، وإزالة الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان إثر تعرضه للكوارث الطبيعية (زلازل، براكين ، فيضانات، سيول وغيرها) ..
إذ يمكن لكل نغمة، وخاصة لمن امتلك حساسية سمعية عالية، أن تؤثر في الأعصاب، للتغلب على مسببات الألم النفسي واستعادة النشاط والحيوية.. وفي عواصم ومدن الفن الكبرى، توجد مشاف للعلاج بالموسيقا والغناء، وقد قام المختصون بهذا المجال بخطوات هامة، حققت المعجزات من دون استخدام العقاقير الطبية، ونجحت خلال أسابيع معدودة، في تحويل مرضى سادت حياتهم التعاسة، إلى أصحاء تغمر حياتهم السعادة والفرح والبهجة التامة، وخاصة عند الذين اعتادوا سماع الموسيقا والغناء الراقي والخالد والمستمر مع الأجيال المتعاقبة .
ومن هذا المنطلق يمكن للمطرب والملحن والمؤلف الموسيقي، أن يخدم الإنسانية، في الكوارث والنكبات، بالفن الراقي، وسط الفوضى التي ترافق الغناء الهابط الذي يترك تأثيرات سلبية، لا تشفي الإنسان من الأمراض والمنغصات، وإنما تزيد من مشاكله الصحية والنفسية، ولهذا فالمطلوب توعية الأجيال الصاعدة بأهمية الرجوع إلى العمل الفني المدروس والموزون، ومتابعة المسار الإبداعي الذي صاغه عباقرة النغم في الشرق والغرب، وسماع موسيقاهم وأغانيهم التي تتجدد وتساهم في التخفيف من مشاكلنا الصحية والنفسية المتفاقمة.
وعن نوعية الإيقاعات الموسيقية رافقت التمارين أو الاختبارات التي أجريت، فكانت هادئة كثيراً، ثم هادئة ثم صاخبة قليلاً.. ويعتبر (رودي) صاحب خطوات الاستشفاء بالموسيقا واللون التي بلغت شهرة عالمية.. وتستهدف في الدرجة الأولى، إعادة عمل أجهزة الدم والتنفس إلى طبيعتها بعد الإصابات المرضية وخاصة النفسية.
وطريقة العلاج تعمل على تركيز الذهن والمشاعر، وحصرها في سماع الموسيقا، والتفاعل الحسي والحركي مع اللون وإيقاعاتهما تحت الرقابة الطبية، مع إضافة بعض التدريجات المدروسة، مما جعلها طريقة علاج طبية متكاملة.
و تفيد الإشارة إلى أن العلاج بالموسيقا ليس له مضاعفات جانبية على الإطلاق، وهذا يؤكد مرة جديدة على أنهما من العناصر الجوهرية في البناء الروحي للإنسان، وبالتالي يحملا قدرة هائلة على خدمة المحبة والسلام.
كما أثبت علم الطب الحديث أن الإيقاعات اللونية، تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي، إذ يمكن لكل إيقاع أو أكثر أن يؤثر على جزء ما في المخ، فتخدره بالقدر الذي يتيح فرصة الاسترخاء، واستجماع الإرادة للتغلب على مسببات الألم النفسي واستعادة النشاط والحيوية.
فالألوان بإيقاعاتها المختلفة، ذات تأثيرات مذهلة على الحالة النفسية للإنسان، وحتى على الحيوان والنبات، كما أثبتت التجارب، ولقد احتلت الألوان موقعاً فعالاً في الطب الحديث، لدرجة أننا بتنا نسمع، بوجود مشاف متخصصة في هذا المجال في المدن الكبرى.
هكذا يمكننا القول إن العلاج باللون قد حقق نجاحاً باهراً، لم يكن بالإمكان تحقيقه باستعمال الأدوية، وكانت أولى النتائج أكدت أثر وفاعلية الألوان والموسيقا في تنشيط مجموعة من المواد الطبيعية، ويرى أحد أشهر العلماء في الولايات المتحدة، أن هذا الاكتشاف سيحدث تغيراً جذرياً في الآراء المعروفة عن كيمياء الآلام.
من هنا انطلقت فكرة العلاج باللون، لأن لكل درجة لونية أو درجة إيقاعية مرتفعة أو منخفضة وظيفة، من شأنها أن تؤثر على الجملة العصبية، و بالتالي على كامل عناصرالجسم.. كما أن هناك درجات لونية عفوية قد تزيد حدة الذاكرة و بعضها الآخر قد يضعفها.. ولقد تم طلاء الجدران في أحد المصانع خلال تجربة انتهت إلى أن الإنتاج وصل إلى الذروة، عندما كان العمال يعملون في تلك القاعات.
الأهم من كل ذلك أن الألوان باتت اليوم تستخدم في علاج العديد من الأمراض ( من ضمنها الأمراض النفسية والاضطرابات القلبية الناتجة عن الكوارث الطبيعية وفي مقدمتها الزلازل ..) بعد أن تأكد لدى العلماء حقيقة أن الإنسان عندما يرى إيقاعات لونية معينة، فإن الغدد النخامية تفرز كمية من مادة أسمها (الاندروفين) بكمية أقل من شخص يبقى بعيدأً عن تأثيرات اللون. وقد قام المختصون بهذا المجال في الغرب والشرق، بخطوات هامة في مجال العلاج باللون والموسيقا.. وعلى رأسهم البروفيسور (رودي).. ولقد حقق ما يشبه المعجزات من دون استخدام العقاقير الطبية.. و كثيراً ما نجح، خلال أسابيع معدودة، في تحويل مرضى سادت التعاسة حياتهم، إلى أصحاء تغمرهم البهجة ولا يعكر صفوهم شيء.