حمص – سهيلة إسماعيل:
انعكس تطبيق نظام التتبع الإلكتروني» GPS « على عدد من خطوط النقل ضمن مدينة حمص وعلى بعض الخطوط الخارجية بين المدينة والريف بشكل إيجابي على حركة المرور، ولمس المواطنون هذا التحسن الإيجابي من خلال المقارنة بين مرحلتي قبل وبعد تطبيق هذا النظام؛ ليجدوا فرقاً شاسعاً بين المرحلتين؛ حيث كانوا يعانون الأمرّين عند ذهابهم وعودتهم من وإلى أعمالهم، أما الآن اختفت مظاهر الازدحام والتدافع» على الباصات والسرافيس للفوز بمقعد.
اختصار للوقت والمعاناة
الثورة التقت مع عدد من المواطنين حيث أكد محمد. أ وهو موظف في مركز المدينة ارتياحه الكبير بعد تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني على بعض خطوط المدينة، حيث كان في السابق ينتظر السرفيس الذي يقله إلى عمله لمدة تتجاوز نصف الساعة وأحياناً أكثر بكثير وكذلك الأمر عند عودته، ولاسيما أنه يقطن في حي ضاحية الوليد البعيد نسبياً عن مركز المدينة، وتمنى لو بادر المعنيون في المحافظة إلى تطبيق النظام من قبل، لأن معاناة الموظفين المضطرين للذهاب يومياً إلى أعمالهم كانت كبيرة، من جانبه علي .م طالب في جامعة البعث رأى أن تركيب أجهزة التتبع في وسائل النقل والآليات العاملة على خطوط المدينة حل ممتاز للتخلص من مظاهر الازدحام الشديد على مواقف الباصات والسرافيس، مضيفاً: إن هذا الحل فيه اختصار لوقت الطلاب والموظفين وتخفيف لمعاناتهم الكبيرة قبل تطبيقه.
بدوره اعتبر محسن .ح موظف في الشركة العامة للكهرباء أن تطبيق النظام انعكس إيجاباً على المواطنين من موظفين وطلاب جامعة ومواطنين وعلى سائقي السرافيس في الوقت ذاته، فلم يعد الموظف مرغماً على الخروج من منزله في وقت مبكر لانتظار وسيلة نقل توصله إلى مقر عمله، في حين علق أشرف وهو موظف في مركز المدينة ويقطن في حي المهاجرين على تطبيق نظام التتبع الـGPS قائلاً: أين كانت هذه الأعداد الكبيرة من السرافيس مختفية ؟» في إشارة منه إلى تلاعب بعض سائقي السرافيس بمخصصاتهم من مادة المازوت وبيعها وعدم الالتزام بالعمل على الخطوط المخصصة لهم».
أما فيما يخص نتائج تطبيق النظام على السائقين فعبر عدد منهم عن ارتياحهم الكبير بعد تطبيق النظام، حيث أفاد أحد السائقين وهو يعمل على خط السوق- النزهة أنه في السابق اختلط الحابل بالنابل؛ ما أدى إلى وقوع ظلم على السائقين الملتزمين بالعمل على الخطوط التي كانت تشهد ازدحاماً ملحوظاً، وتهرب السائقين الآخرين من المسؤولية ببيعهم لمخصصاتهم من المحروقات وعدم التزامهم بالعمل.
ورأى سائق سرفيس يعمل على خط حمص-الرستن أن التزام السائقين على الخط المذكور كان يتراوح بين 60-70% أما الآن فقد تجاوزت نسبة الالتزام الـ100 % ما جعل المواطنين يشعرون بارتياح كبير.
21 خطاً داخلياً وخارجياً
ويبين مدير النقل والمرور في الأمانة العامة لمحافظة حمص المهندس جلال فاخوري أنه تم الاعتماد في تطبيق نظام التتبع الإلكتروني على الخطوط الداخلية والخارجية على بعض المعايير المهمة جداً كالازدحام وحاجة المواطنين الماسة في بعض الأحياء لتوفير وسائل النقل وتحسين واقعه، حيث تم إضافة سبعة خطوط جديدة، وفيما يخص مناطق الريف وجدنا أن خط حمص- الرستن يعاني من الازدحام الكبير فطبقنا النظام عليه، كما أننا سنطبقه في المناطق الأكثر ازدحاماً كمنطقة وادي النضارة في ريف المحافظة الغربي ومنطقة تلكلخ والمخرم، وأصبح عدد الخطوط التي طُبق عليها النظام في المدينة والريف 21 خطاً، وسنستمر بتطبيقه من خلال تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني ليشمل الخطوط كلها، أما بالنسبة للسائقين وباعتباري عضو في لجنة معايرة مادة المازوت فقد تم الأخذ في الحسبان إعطاء السائقين هامش 10 كيلومترات فقد تحتاج آليته للإصلاح وقد يذهب إلى المنطقة الصناعية من أجل ذلك.
أما في ريف حمص الشمالي الغربي فمازالت بعض القرى والبلدات ذات الكثافة السكانية المرتفعة تعاني من صعوبة المجيء إلى المدينة بسبب قلة عدد السرافيس كبلدة فاحل والقبو والشنية، وتكون المعاناة على أشدها لدى الموظفين وطلاب الجامعة، ولا سيما في أوقات الذروة، وتتحول المعاناة إلى وجع حقيقي في أوقات الامتحانات الجامعية، مع العلم أنه تم تسيير باصات نقل داخلي على بعض الخطوط كخط حمص- القبو- الشنية، وخط عربة الحمام وأم العظام والشعيرات وقطينة.