الثّورة – ترجمة رشا غانم:
لطالما كان يربط دولتي روسيا والصّين علاقة جوار وديّة يسودها الوفاق، فلقد حافظتا على التعاون الاقتصادي المكمل وتّنسيق فعّال فيما يخص القضايا الدّولية، وقائمٍ على أسس عدم الانحياز، وعدم الاستهداف أو الاشتباك مع أي بلدٍ آخر، لقد كانت وما زالت العلاقات بين كل من روسيا والصّين عميقة وقويّة على مرّ السنين، وستبقى كذلك في المستقبل.
وبينما يشكك العديد بأنّ زيارة الرئيس الصّيني إلى روسيا ستكون مباشرةً بعد الذكرى السّنوية للعملية العسكرية الرّوسية الخاصة، ما يشير إلى أنّها ستتم لهذا الشأن أكثر مما هي دبلوماسية، ولكنّهم لا يعلمون بأنّ العلاقات الرّوسية الصّينية لا تتأثر بعوامل طرف ثالث، فمن جهة، لقد اتخذت الصّين موقفاً واضحاً فيما يخص الصّراع الرّوسي الأوكراني، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدّولية واحترام سيادة الدّول الأخرى واستقلال أراضيها.
ومن جهة أخرى، فإنّ الصين تحافظ على علاقات ودية مع كل من روسيا وأوكرانيا وترفض أن تنحاز إلى أي جانب، على عكس النّاتو بقيادة الولايات المتحدة والذي يشكّل الداعم الأساس لأوكرانيا في الصّراع.
علاوةً على ذلك، فإنّ الصين تدعو لإجراء محادثات سلام بين كل من روسيا وأوكرانيا، وتُعتبر زيارة الرئيس الصيني شي بينغ إلى روسيا جزءاً من تلك الجهود التي تسعى لتعزيز التنسيق بين الصّين وروسيا.
هذا وسيكون للزيارة تأثير بعيد المنال، حيث أقامت الصين وروسيا شراكة إستراتيجية شاملة للتنسيق لعصر جديد، فلن تتأثر تنمية الصين وروسيا بأي عوامل خارجية، حيث تربطهما علاقة حسن جوار وود، إضافة إلى نوع جديد من العلاقات بين الدول من خلال التعاون العملي الشامل والمتعدد الأوجه.
ومن خلال تعاونهما القائم على أطر متعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون وآلية بريكس ومجموعة العشرين والتعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، قدمت الصين وروسيا مساهمات كبيرة في التنمية الإقليمية وإدارة الأمن الدولي.
في حين أنّ الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة يحاول جني أكبر قدر ممكن من الفوائد والربح من الصراع الروسي الأوكراني وإضعاف روسيا، فإنّ الموقف الصيني بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية ومبادرة الأمن العالمي، يوضحان مرّة أخرى موقف الصين من الصراع والتزامها بالسلام والاستقرار العالميين.
المصدر- تشاينا ديلي