“غلوبال تايمز”: تراجع الدولار مع تسارع استخدام العملات الأخرى

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
ذكرت وكالة فرانس برس نقلاً عن الحكومة البرازيلية أن الصين والبرازيل توصلتا إلى اتفاق لتجارة عملتيهما، حيث ستسمح الصفقة للصين والبرازيل بإجراء معاملات تجارية ومالية مباشرة باليوان الصيني أو الريال البرازيلي، بدلاً من استخدام الدولار الأمريكي كوسيط.
وقالت وكالة ترويج التجارة والاستثمار البرازيلية (أبيكسبرازيل) في بيان لها: إن التوقع هو أن هذا سيخفض التكاليف وسيعزز تجارة ثنائية أكبر ويسهل الاستثمار بين البلدين.
نظراً لأن الصين هي أكبر شريك تجاري للبرازيل حيث سجلت رقماً قياسياً بلغ 150.5 مليار دولار في التجارة الثنائية في عام 2022، فمن نافلة القول أن الصفقة تأتي من الاحتياجات المتعلقة بالزخم القوي للتجارة الثنائية بين البلدين.
ولكن الأهم من ذلك، من منظور النظام النقدي العالمي، أن هذه الخطوة قد تمثل تطوراً مهماً في الاتجاه نحو إزالة الدولرة في جميع أنحاء العالم، حيث تحاول البلدان التداول بعملات غير الدولار وتسعى إلى تنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية.
مع نظام بريتون وودز ونظام البترودولار، تطور الدولار من وسيلة دفع وتسوية واستثمار مهيمنة إلى أداة للابتزاز السياسي والإكراه، ومن خلال هيمنتها الدولارية، لا تستطيع الولايات المتحدة فقط فرض عقوبات أحادية الجانب بشكل تعسفي على الدول الأخرى، ولكن يمكنها أيضاً حصد الثروة العالمية وتصدير مخاطرها إلى بقية العالم من خلال سياسات نقدية غير مسؤولة.
لكن كل نظام عملة مهيمن سيأتيه يوم للانهيار، وليست روسيا أو الصين أو الهند أو أي دولة أخرى، بل الولايات المتحدة نفسها هي التي تطلق الاتجاه الحتمي المتمثل في إنهاء هيمنة الدولار، وهو ما قد يقلق الكثير من الاستراتيجيين الأمريكيين والخبراء الاقتصاديين.
إن العقوبات الأمريكية الشاملة على روسيا في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي لم تجمد الأصول الخارجية للمؤسسات المالية الروسية فحسب، بل قطعت أيضاً الاتصال بين نظام سويفت ومعظم البنوك الروسية، وأرسلت تحذيراً لبقية الدول حول مخاطر استخدام الولايات المتحدة للدولار كأداة لتحقيق مكاسب جيوسياسية.
فكلما اعتمدت الولايات المتحدة وسائل الهيمنة لتحقيق أهدافها، زاد حرص المجتمع الدولي على التخلص من الاعتماد المفرط على الدولار، كما أنه وخوفاً من خطر الانجرار إلى عقوبات مماثلة في المستقبل بسبب هيمنة الدولار، تسعى البلدان في جميع أنحاء العالم إلى استبدال نظام SWIFT لتجنب الإكراه النقدي الأمريكي.
على سبيل المثال، في اجتماع رسمي لجميع وزراء مالية الآسيان ومحافظي البنوك المركزية الذي انطلق 28 آذار الماضي، كان على رأس جدول الأعمال مناقشات لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي واليورو والين والجنيه الإسترليني من المعاملات المالية والانتقال إلى التسويات بالعملات المحلية، وفقاُ لإحاطة الآسيان.
وفي كانون الثاني الماضي، قال وزير خارجية جنوب إفريقيا ناليدي باندور في مقابلة مع سبوتنيك: إن دول البريكس تريد إيجاد طريقة لتجاوز الدولار لإنشاء نظام دفع أكثر عدلاً لا ينحرف نحو الدول الأكثر ثراءً، كما قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان: إن بلاده منفتحة على المناقشات بشأن تسوية تجارة النفط بعملات غير الدولار.
إضافة إلى علامات التحرر من الدولار، اتخذت الهند وروسيا خطوة كبيرة تجاه المعاملات غير الدولارية، والتي قد تكون تشجيعاً للبلدان التي تفكر في هذه الخطوة، وقد أفادت رويترز في آذار، نقلاً عن مصادر متعددة في تداول النفط والمصرفية، أن العملاء الهنود دفعوا مقابل معظم النفط الروسي بعملات غير الدولار، بما في ذلك الدرهم الإماراتي ومؤخراً الروبل الروسي، ومجموع المعاملات في الأشهر الثلاثة الماضية يعادل عدة مئات من الملايين من الدولارات.
علامة أخرى مهمة على الجهود المتسارعة لإزالة الدولرة هي أن البلدان بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة قد خفضت حيازاتها من الديون الأمريكية لتنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية، حيث انخفض وزن الدولار في احتياطيات النقد الأجنبي إلى حوالي 60 في المائة، وهو مستوى منخفض نسبياً على مدى العقود الماضية، وفقاً لبيانات تكوين احتياطيات النقد الأجنبي لصندوق النقد الدولي للربع الثالث من عام 2022.
في حين أن حقيقة أن الدولار لايزال العملة الأكثر استخداماً في العالم لن يتغير في المستقبل المنظور، فإن الاتجاه الذي ستنظر فيه المزيد من البلدان وتجريب التجارة في العملات غير الدولار هو أيضاُ غير قابل للتغيير، ويخبرنا التاريخ أن تراجع الهيمنة غالباً ما يبدأ بعملتها.
المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً