تعقد الكثير من المؤتمرات حول العالم هذه الأيام وهدفها مناقشة الاستثمار الرياضي، حيث يتم طرح الأوراق والدراسات العلمية والتجارب العملية الناجحة في عملية خلق استثمار رياضي قائم على عناصر العلم والمعرفة والخبرة، ويجمع الخبراء على التمويل الذاتي كحل أمثل لدعم الأندية… والآن.. أين نحن من هذا؟.
لا شك أن كل ما يطرح ممتاز في محتواه العلمي والاقتصادي، ولكن أين يمكن تنفيذه على أرض الواقع أمام حجم المشاكل والصعوبات التي نعاني منها؟ وكيف لنا أن نتحدث عن مستقبل الاستثمار الرياضي بالمؤسسات الرياضية، ونحن للأسف لا نملك أهم مقومات العمل الاستثماري الرياضي؟.
نحن أولاً لانمتلك الكوادر البشرية التي تخطط للاستثمار، ولا تلك التي تقوم على تنفيذه، ولا نمتلك البنية التحتية اللازمة للاستثمار بالطرق العلمية المطروحة دولياً، ومعظم أنديتنا لاتزال تدار بعقول بعيدة كل البعد عن ما يدور في عالم الاقتصاد، بل إن هناك بعض العقول الـ(دكنجية) القادرة فقط على إدارة استثمار على مستوى تأجير ملاعب وصالات ومحال تجارية لاتزال مالكة القرار، وهذا التوصيف ليس للحط من قدر أحد أو مستواه، وإنما هو لتقريب الصورة لا أكثر.
نحن هنا نتكلم عن ضرورة وجود بعض أعضاء في مجالس الإدارات من ذوي الخبرات الاقتصادية للعمل على وضع الاستراتيجيات ورسم الخطط المستقبلية والمشاركة في صناعة القرار الاستثماري، كما أن من المهم تشكيل لجان استثمارية مهمتها البحث ودراسة فرص الاستثمار الرياضي، وليس من الخطأ الاستعانة بخبراء اقتصاديين من خارج مجلس الإدارة، والمهم هو الابتعاد عن منطق عقول (الدكنجية) للوصول إلى منطق الاستثمار الرياضي الناجح.