الكيان في أزمة… العرب مترددون!

يعاني كيان الاحتلال الصهيوني من أزمتين، الأولى داخلية تتعلق بالصراع السياسي المتواصل منذ أشهر، حيث شكل خطراً كبيراً هذا الكيان منذ إنشائه من الدول الاستعمارية في المنطقة بنظر العديد من السياسيين والمحللين الصهاينة والدوليين.
والأزمة الثانية خارجية مرتبطة بالواقع الإقليمي الجديد الذي يتشكل في المنطقة ويعاكس كل ما اشتغل عليه هذا الكيان بدعم الولايات المتحدة خلال العقد المنصرم.
يخطئ من يرى أن الصراع السياسي في هذا الكيان هو مجرد منافسة على السلطة أو تنافس حزبي في إطار مزاعم الديمقراطية التي يتحدث عنها ويروج لها بعض المسؤولين الإسرائيليين، فالحقيقة أعمق وأوسع وتضرب عميقاً في الركائز الزائفة التي بني على أساسها هذا الكيان على حساب وحقوق الشعب الفلسطيني.
وباعتراف العديد من الباحثين الإسرائيليين إن هذه الأزمة تعود لعوامل بنيوية واجتماعية وسياسية، وتعكس بشكل واضح التناقض وعدم التجانس الذي فيما يسمى المجتمع الإسرائيلي الذي لا تجمعه سوى الكراهية والتطرف الديني والطبيعة العدوانية.
إن الدخول إلى عمق المشاكل الذي تتفاعل في هذا الكيان يكشف ذهاب فئاته باتجاه التطرف المؤدي إلى الصدام، وهذا يعني بالتحليل تراجعاً بالقناعات لدى المستوطنين التي درجت السلطات الإسرائيلية على الترويج لها وتغذيتهم بها منذ سبعة عقود، ومن هنا يفهم مقصد الاتهامات التي يوجهها المسؤولون الصهاينة لبعضهم بعضاً حول محاذير أن يؤدي استمرار هذه الأزمة الداخلية إلى حرب أهلية تطيح بإسرائيل.
تهدف المبالغة في التحذير من الحرب الأهلية من التيار العنصري المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار محاولة التأثير على المتظاهرين وبث الرعب والذعر في نفوسهم، ولكن هذا يعزز من جهة أخرى إمكانية الوصول إلى هذه الحالة في المستقبل القريب، فالمبالغة تؤكد أن عوامل ومقومات هذه الحرب موجودة بالفعل.
على المستوى الخارجي يختصر فشل الحرب الإرهابية على سورية والدور الذي لعبه هذا الكيان إلى جانب رعاة الإرهاب الدوليين في تحقيق أهدافها الإستراتيجية ومشهد مباحثات وزراء خارجية السعودية وإيران في الرياض، إضافة إلى تعاظم قوة المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفشل التطبيع الرسمي في تغيير قناعات العرب الراسخة بحقيقة هذا الكيان العدوان الإرهابي مدى الأفق المسدود الذي يضيق على حكام هذا الكيان ويكشف نياتهم ومخططاتهم الإجرامية في المنطقة.
إن السؤال المطروح هنا على خلفية ما تعانيه إسرائيل هو: كيف يمكن للدول العربية أن توظف نقاط الضعف هذه في تحجيم هذا الكيان ودفعه باتجاه الحرب الأهلية بما يمهد في نهاية المطاف استعادة الحقوق العربية والأراضي العربية المحتلة في المدى المنظور؟!
لا شك في أن الجواب عن هذا السؤال الكبير هو بيد الحكومات العربية التي تبدو وكأن محاولاتها لإملاء الفراغ وإصلاح ذات البين فيما بين دولها تترنح على خيط مشدود حتى الآن، ما يفقدها تحقيق شروط هذا التوظيف ولكن هذا لا يعني أنها عاجزة لفعل ذلك متى توافرت الإرادة والقراءة الصحيحة للإحداث والتطورات الإقليمية والعالمية وما يجري في هذه المرحلة للتقريب بين الدول العربية ونبذ الخلافات القائمة يمهد الطريق في وقت لاحق لمرحلة تعاون عربي يوفر إمكانية اتخاذ القرار الذاتي واستخدام كل المقومات التي تملكها الدول العربية وهي كبيرة، ولكنها مشتتة وتوظيف نقاط ضعف العدو لتحقيق مصالح الدول العربية وإنهاء حالة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية