الثورة :
في مجتمعنا السوري ما زالت قيم التكافل والتضامن هي السائدة بين أهلنا، رأينا ذلك في كل محطة من محطات حياتنا، ومؤخراً رأيناه في مرحلة ما بعد كارثة الزلزال، ونراه اليوم في شهر رمضان الكريم، فما من أحد إلا ويتبرع لمحتاج ويتصدق على فقير، وما من أحد إلا تراه يسارع لفعل الخير مع المعوزين، فيتبرع بجزء من ماله لهؤلاء، فيعطف على ذوي الحاجات الخاصة مقدماً لهم الكراسي التي يحتاجونها، واللباس الذي يرغبون به، ويعطي ذاك وينفق على ذاك.
في مجتمعنا الكثير من الميسورين الذين ينفقون على الفقراء، فهناك الغني الميسور الذي يعيش في بحبوحة ووفرة من المال وفي كل متطلبات الحياة وهو الذي كد وتعب حتى حصل هذه النعمة وبالمقابل هناك الفقير المعدم والمحتاج بحيث يعيش مع أسرته الكفاف لكنه بحاجة إلى من يسنده ويساعده.
وكم هم كثر هؤلاء الأغنياء وقد عرفوا قيمة النعمة التي يعيشون فيها فنراهم لا يهنؤون إلا إذا قدموا للفقراء والمحتاجين من يتيم وأرملة ومريض ومسكين المال والغذاء والألبسة إما باليد وإما عن طريق الجمعيات الخيرية التي تتولى مشكورة هذه المهمة، فهؤلاء الكرماء الأغنياء شجعان لأن الكرم شجاعة وبكل معنى الكلمة لأن هذا الكريم أمضى شبابه ووقته لتحصيل هذا المال، والمال كما نعلم يعادل الروح، فبذله يحتاج إلى شجاعة وسماحة نفس.
فهؤلاء الباذلين علينا تكريمهم والإشارة إليهم في جلساتتا وفي كل الوسائل وشكرهم وتشجيع الآخرين أن يكونوا مثلهم لأن مساعدة الفقير المعوز ليسد حاجته من أشرف الأعمال وعندما يقوى الأفراد ينعكس هذا قوة للمجتمع، وكم نكبر بهؤلاء الذين يجبرون خواطر الناس الذين عاندتهم ظروفهم ومعيشتهم ومصائبهم أحياناً حتى صاروا فقراء معوزين وتعلم هؤلاء الميسورين مالكي المال بأن الله في عون الإنسان ما كان الإنسان في عون أخيه.
وهنا لابد من تكريم هؤلاء ورفع القبعات لهم لأنهم وقفوا وقفة أصالة بعد الزلزال المدمر الذي شرد الناس وجعلهم في حاجة ماسة للمساعدة فكان أبناء الوطن كالشلال عطاء وسخاء للمتضررين ونجد الأغنياء في شهر رمضان المبارك أيضاً لا يألون جهداً في إعانة الفقراء والمساكين وبسخاء شهد له القاصي والداني خاصة في الموائد الرمضانية وحقيقة هذا هو الشعب السوري النبيل والكريم أثناء الملمات نجده يقف مع أخيه في السراء والضراء فكل التكريم والتعظيم لكل المتبرعين المساهمين في رفع الحيف والضيم والفقر عن الناس في كل زمان ومكان.
جمال شيخ بكري