الثورة – هدى شمالي:
مطلع كل عام تطلب التأمينات الاجتماعية بياناً عائلياً من كل متقاعد ويجب أن يحضر شخصياً، أو بموجب وكالة حديثة لمن ينوب عنه، للتأكد من أنه على قيد الحياة، وإلا يتم توقف صرف الراتب.
هنا لا مانع من هذا الإجراء القانوني، حيث تم إقراره بعد وقوع عدة إشكالات بسبب سفر المتقاعد أو وفاته، وثمة من يقبض راتبه.
لكن المشكلة في آلية التعامل مع المتقاعدين ولاسيما كبار السن منهم، حيث يتوجب على المتقاعد بعد إحضار البيان العائلي الصعود على الدرج إلى الطابق الثالث في مبنى التأمينات ما يرهق الكثيرين ويتعبهم وخصوصاً المرضى ومن لديهم مشاكل صحية، والمشكلة الثانية أن المتقاعد وبعد اجتياز هذه المرحلة، يدخل إلى غرفة صغيرة فيها العشرات من المتقاعدين، وعليه أن ينتظر دوره لساعات، وإذا انتهى الدوام يضطر للحضور في اليوم التالي، أما إذا نجح في الوصول إلى الموظف، فسوف يطلب منه بعد التأكد من أوراقه الذهاب للطابق الثاني لتحديث بياناته والحصول على رقمه التأميني، وبعدها عليه الرجوع إلى الطابق الثالث والوقوف بالدور مجدداً، وعند وصوله إلى الموظف تأخذ العملية دقائق، طبعاً في حال عدم حدوث طارئ كانقطاع التيار الكهربائي، أو عطل في الحاسوب أو الشبكة.
وقد عبر الكثير من هؤلاء المتقاعدين عن شكواهم لصحيفة “الثورة” بدءاً من عدم قدرتهم على الصعود إلى الطوابق العليا وانتهاء بضيق المكان، وقبل ذلك مشقة الحضور بالمواصلات حيث أن معظمهم قادمون من ريف دمشق أو من مناطق بعيدة.
والسؤال هنا: لماذا لا تقوم إدارة التأمينات بإيجاد آلية أفضل لمعالجة هذه المشكلة التي تؤرق كبار السن من المتقاعدين وإنجاز معاملتهم بأيسر السبل؟ من مثل افتتاح غرفة في الطابق الأرضي بدلاً من الطوابق العليا، وأن يقوم بالمهمة أكثر من موظف، على اعتبار هذا الإجراء يتم فقط بداية العام، أو أن يكون مثل هذا الإجراء الكترونياً كربط الشبكة مع بيانات السجل المدني كي لا يبقى هؤلاء عرضة لإجراءات ترهقهم بعد هذا العمر.