الثورة – ترجمة محمود اللحام:
تشرح أليس إيكمان من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية، في جريدة “العالم” ، أن شي جين بينغ وفلاديمير بوتين يسعيان معاً لبناء نظام عالمي ما بعد غربي.
وقد سلطت زيارة ماكرون للصين الضوء على خلافات كبيرة حول وضع أوروبا كقطب ثالث محتمل بين بكين وواشنطن.
منذ عودة إيمانويل ماكرون من الصين، ظهرت التوترات عبر المحيط الأطلسي وداخل أوروبا في أعين الجميع، وفي المقام الأول الصين.
وتظهر الاختلافات في التموضع والتفسير قبل كل شيء حول تايوان، بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي في رحلة العودة، ولاسيما فيما يتعلق بأوروبا والمتمثلة في الوقوع في فخ اضطراب العالم والأزمات التي لن تكون لأوروبا.
ولكن هناك أيضاً خلافات كبيرة حول مكانة أوروبا كقطب ثالث محتمل مقابل الولايات المتحدة والصين، وكذلك حول كيفية تعامل أوروبا مع الصين بشأن الحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من إدراكه أنه سيكون من الصعب إحراز تقدم في هذا الموضوع خلال زيارته، فقد أعلن الرئيس الفرنسي ، في 6 نيسان الجاري في بكين، أنه يعلم أن تكون قادراً على الاعتماد على شي جين بينغ لإحضار روسيا إلى التفاوض، لكن لا شيء يشير إلى أن الرئيس الصيني سيقوم بذلك حتى الآن.
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم تدن السلطات الصينية أبداً الإجراءات الروسية، ولم تحيد عن هذا الخط أثناء الزيارة.
فقبل ثلاثة أسابيع، سلطت زيارة شي جين بينغ لروسيا الضوء على تقارب وجهات النظر الجيو استراتيجية بين بكين وموسكو، ثم أدان البلدان وجود Aukus (اتفاقية التعاون العسكري بين أستراليا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة)، وكذلك استراتيجيات “المحيطين الهندي والهادئ” وحلف شمال الأطلسي، وأعربا عن قلقهما بشأن الوجود المتزايد في آسيا.
ومنذ ذلك الحين استمرت الصين في تبني الحجة الروسية التي تتهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والغرب على نطاق أوسع “بصب الزيت على النار” في أوكرانيا.
تشكل الإرادة المشتركة لإقامة نظام عالمي جديد معاً إحدى القوى الدافعة للتقارب الصيني الروسي، الذي تسارع منذ الحرب في أوكرانيا، لكن هذا النظام العالمي الجديد سيكون مختلفاً تماماً عن العالم “متعدد الأقطاب” الذي تفكر فيه الدبلوماسية الفرنسية، والذي يشير إليه البيان المشترك الصادر في نهاية زيارة الرئيس ماكرون للصين. المصدر – لوموند
