مشاريع الولايات المتحده الأميركية وخططها الإرهابية للسيطرة على العالم وتطويع ما تبقى من الدول التي لا تتبع تقويمها الإرهابي عبر احتلال أرضها وتدميرها والسيطرة على ثرواتها وممارسة عربدتها المعهودة على الشعوب في تراجع واضح، وما يجري من أحداث وتقارب بين دول المنطقة برعاية الصين خير شاهد.
سياسات أميركا هذه وحصارها لبعض الدول اقتصادياً استطاعت أن تفعل فعلها خلال ما سمي الربيع العربي، وتوهمت أميركا أنها قادرة على المضي بهذه السياسة إلى ما لا نهاية ولاسيما بعد تدمير العراق وانتقالها إلى إحداث الفوضى الهدامة في باقي الدول العربية مثل سورية وليبيا ولعبها بالساحة التونسية والمصرية واليمنية وتغيير أنظمتها بالعسكرة والإعلام المشوه عبر إمبراطوريات إعلامية أحدثت لهذه الغاية..
واشنطن ومن ورائها الكيان الإسرائيلي “اللقيط،” اعتقدت أن انهيار باقي الدول العربية وسقوطها إنما هو تحصيل حاصل تماماً كما أحجار الدومينو، وبالتالي إطلاق يد إسرائيل لتعربد وتمارس سيطرتها وإرهابها كما تريد.
أميركا التي نجحت في سياساتها تلك في بعض دول العالم توهمت أنها سترسخ ما تريد بعد تحقيق أهدافها في أوكرانيا وسورية، لأنها تدرك أهمية موقع سورية الإستراتيجي وأهمية تطويق روسيا في محيطها أيضاً.
ولكن لم تتوقع أميركا و لا حتى الدول الأخرى المشتركة بالحرب الإرهابية التي فرضت على سورية سواء بشكل مباشر أم بالوكالة هذا الصمود الأسطوري السوري وبسالة الجيش العربي السوري ومقاومة الشعب عبر معادلة لم يحسب لها الأميركي حساباً و هي “الجيش و الشعب و القائد”.
سورية التي صمدت ورفضت الاستسلام وانتصرت على أعتى حرب إرهابية شهدها العالم عسكرياً و إعلامياً وسياسياً، شكلت نقطة المفترق الحقيقي لتبدل المشهد الدولي وكانت البداية لبروز نظام دولي جديد قائم على التعددية القطبية.
حتى حلفاء أميركا الأمس بدؤوا يتحسسون الرأس وعلت الأصوات بوجوب فك الارتباط والتخلص من هيمنة هذا النظام الذي لم يجلب للعالم سوى الدمار والإرهاب والجوع وانفتاح العالم العربي على سورية هو الشاهد الأكبر، ويعتقد خبراء السياسة أن الاستدارة الأوروبية باتت قريبة أيضاً تجاه كل العلاقة مع أميركا.