نحتفل اليوم بالذكرى السنوية السابعة والسبعين من عمر استقلال سورية العربية، ونستذكر مرحلة مملوءة بالزخم التاريخي الذي يلخص سيرة ومسار الكفاح الوطني الذي امتد على مساحة الوطن بقيادة أبطال استطاعوا بصمودهم وتضحياتهم أن يسجلوا صفحات مضيئة في سفر التاريخ الوطني.
لم يكن استقلال سورية وجلاء المستعمر الفرنسي عن بلادنا ليقدم لنا على طبق من ذهب، بل كان بفعل كفاح ضروس لم يهدأ ولم تهدأ معه على الأرض أقدام جيش الاستعمار الفرنسي ومن كان معه، فهي الحرب التي خاضها السوريون وهم واثقون بالنصر، لإيمانهم بأن الوطن من حق أبنائه، ولا مكان للمستعمر على أرضهم.
واستمرت نضالات السوريين بشرائحهم كافة، حتى خرج آخر جندي فرنسي من سورية تحت وطأة الكفاح الوطني التحرري للشعب العربي السوري، وبإرادة قومية عالية تحولت إلى قلب العروبة الصامد وإلى دولة ذات حضور وفعل وتأثير، وذات إسهام أساسي في المعركة الوطنية على أرض فلسطين، معركة إعادة وحدة البلاد السورية الطبيعية كما كانت بالأصل، مهما كبرت التحديات والمصاعب.
وليس احتفالنا اليوم بعيد الجلاء إلا تكريماً وتمجيداً لشهداء وأجيال بذلت الغالي والنفيس لتحقيق الحرية للوطن وطرد المستعمر الغاصب، ونحن في هذا الاحتفال نقدم أنموذجاً ناصعاً لمعنى البطولة والتضحية لأجيالنا التي ستحمل راية الوطن، ونكرس لديهم ثقافة المواطنة والانتماء والتمسك بثوابتهم الوطنية والقومية، فهم من سيقود البلاد في المستقبل، وبسواعدهم سيبنون وطناً حراً عزيزاً.
واليوم لابد أن نجدد العهد على مواصلة الكفاح والنضال لدحر الطامعين في بلادنا، فما تزال آثار الحرب وتبعاتها ترخي بظلالها على الشعب السوري القابض على الجمر، في سبيل نصرة البلاد والدفاع عنها. نجدد العهد لتحقيق جلاء من نوع آخر نقضي فيه على كل طامع ببلادنا، ليزهر الحب والخير والسلام في ربوع بلادنا.
كل عام سورية وشعبها الصامد متوّج بأكاليل النصر والخير والسلام.
التالي