الثورة – رغدة خويص:
البدانة ليست مجرد مصدر قلق بشأن المظهر الجمالي بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بإمراضه ومشكلات صحية أخرى.
للاطلاع على تفاصيل هذا الموضوع يوضح الطبيب إبراهيم صافيتا اختصاصي علوم الأغذية والتغذية لصحيفة “الثورة” أن البدانة تعرف من الناحية التشريحية النسيجية بأنها زيادة في حمل البدن من النسيج الشحمي، هذه الزيادة تتشابك غالباً باحتباسه المسافات الخلوية.
ويكون الفرد بديناً عندما يزداد وزن البدن بمقدار 61 %عن الوزن المثالي أو أكثر من ذلك.
ومن الناحية الفيزيولوجية المرضية البدانة هي تبدلات في استقلاب الشحوم والسكريات والماء والملح، كما تعرف بأنها اضطراب في الشكل الحيوي بمظاهره المورفولوجي -الغريزي- النفسي حيث يؤثر هذا الاضطراب على المدخرات الشحمية خاصة و ربما يصيب أيضاً وبدرجات متناوبة مواد البناء ومنها المدخرات المائية.
ويوضح اختصاصي التغذية أن النوع الأول للبدانة الذي يبدأ من الطفولة، ويستمر طوال العمر، ويكون عادة صعب العلاج إذ إن السمنة في الصغر تكون بسبب زيادة عدد الخلايا الدهنية في الجسم هذه الخلايا التي لا يمكن التخلص منها في الكبر.
أما النوع الثاني فيظهر في منتصف العمر، ويكون لدى النساء أكثر من الرجال والسبب يعود إلى زيادة حجم الخلايا الدهنية إلى جانب زيادة عددها، وهذا النوع من السمنة يمكن علاجه بالتغذية السليمة مبيناُ أن البدانة تحدث كنتيجة موضوعية لواحد أو أكثر من العوامل التالية أولها النمط الغذائي فالإكثار من الغذاء وبسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علما بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في تكتل أنسجة الجسم الدهنية، وقلة النشاط والحركة حيث تنذر حدوث البدانة وتلعب أيضا العوامل النفسية كسبب لها وهي منتشرة عند السيدات أكثر منها في الرجال، ولن ننسى بالطبع العامل الوراثي.
– بعض الأمراض..
ونوَّه إلى أنه ينتج عن البدانة مجموعة من الأمراض منها أمراض القلب والشرايين حيث يشكل الوزن الزائد حملاً زائداً على القلب والرئتين ما يحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف، كما أثبتت الدراسات العلمية وجود علاقة قوية بين البدانة ومرض السكري النمط الثاني، وتعتبر البدانة عامل خطر على مرضى ارتفاع ضغط الدم ويكفي القول هنا أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى خمسة أضعاف من نسبته بين العاديين كما تسبب البدانة بأمراض المفاصل.
وللوقاية من البدانة ننصح بضرورة التوعية الغذائية من خلال الاعتياد على تناول غذاء متوازن وكاف، وعدم الإسراف في تناول الدهون والسكريات، وتجنب الطعام بين الوجبات، إضافة إلى مزاولة الرياضة بصوره منتظمة لحرق السعرات الزائدة مؤكداً على أهمية التنظيم الغذائي والحمية الغذائية عن طريق تناول وجبات منخفضة السعرات الحرارية بصورة متناسبة مع السن وممارسة الرياضة المناسبة على أن يتم ذلك بصورة منتظمة حيث تلعب الرياضة دوراً حيوياً في التخلص من الوزن الزائد.. وللدعم المعنوي والعلاج النفسي دور مهم حيث يحتاج البدين للتشجيع ودعم المحيطين والعلاج بالأدوية والتدخل الجراحي في بعض الحالات.
ونصح الدكتور إبراهيم بأن هناك مجموعة من النقاط يجب على الشخص البدين معرفتها قبل اتباع أي نظام غذائي تتمثل في تفهم الشخص لحالته بالدرجة الأولى والإلمام ببعض القواعد الأولية حول توازن الطاقة في الجسم والسيطرة على مراكز الجوع والشبع والابتعاد عن الوصفات الجاهزة التي تروجها بعض وسائل الإعلام الموجودة على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي.