الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها، نعم نحن من يبتهج بهذا العيد الوطني الشامل للأعياد الوطنية كلها.. وهو الحدث الذي سيبقى مفصلياً في تاريخ سورية والمنطقة، واليوم يترسخ فعل الجلاء نضالاً وعزة واستقلالاً أكثر من أي وقت مضى، فالجلاء الذي كتبه أجدادنا وأباؤنا بالدم المهراق على مذبح الكرامة والحرية والاستقلال كان ومازال مستهدفاً.
ليس حدثاً عادياً عابراً ولا ذكرى سنوية إنه أبعد من هذا كله هو التراب السوري الممتزج بالدم كما قال الشاعر بدر الدين حامد، وهو من عطر السماء كما قال بدوي الجبل لأنه من دم كل حرّ أبي.
الجلاء مهره من كل بيت، وكل أسرة، وكل قرية وحقل ومزرعة.. دين في رقابنا لأن نفيه حقه ونصونه ونعلي البنيان الذي أشاده.
السوريون اليوم يخوضون معركة الجلاء الأكبر، ومنذ أن كان الجلاء لم تتوقف نضالات شعبنا بل هي مستمرة.
لقد أرسى النضال فعل الاستقلال، ومن ثم الجلاء، ونحن على العهد باقون نمضي إلى الغد، ونحن واثقون أن الجلاء الأكبر يرسخ خطاه، وهو قيد الفعل الدائم.
لقد كان الجلاء صناعة سورية أدهشت العالم، صناعة النصر والكرامة والحرية، أعتى القوى الاستعمارية حينها، أخرجها السوريون بصدورهم العارية بقوة الإيمان بالوطن بالحياة، وغدا الجلاء مضرب المثل، يكتب نهرو لابنته أنديرا في رسالة إليها قائلاً: انظري إلى السوريين كيف استطاعوا أن يحققوا استقلالهم.
واليوم العالم كله يقول: انظروا إلى السوريين لقد غيروا العالم وصنعوا عالماً جديداً، إنهم صنّاع التاريخ، والجلاء الأكبر قادم تصنعه زنود الأبطال.
العدد 1141 – 18-4-2023