الثورة- هراير جوانيان:
تزخر منافسات الدرجة الإنكليزية الثانية باللاعبين العرب، ولاسيما منهم عدد من اللاعبين الشبان، الذين اختاروا هذه التجربة من أجل خوض أكبر عدد من المباريات في مختلف المسابقات، بشكل يُساعدهم على المنافسة على الحصول على عرض أفضل في المستقبل.
ورغم أن منافسات (تشامبيونتشيب) تبدو صعبة، للغاية بحكم القوة وخوض عدد كبير من المباريات، إضافة إلى أن العامل البدني يكون أهم، إلا أن الأسماء العربية التي تخوض تجارب في هذا المستوى نجحت في كسب التحدي إلى حدّ الآن، عبر التألق فردياً رغم أن الأمر لا يبدو سهلا بالمرة على جميع اللاعبين.
ولكنها ربما تكون بوابة النجوم العربية من أجل التمتع بفرصة أفضل في المستقبل، ذلك أن الجزائري سعيد بن رحمة تألق مع فريقه السابق برنتفورد بشكل كبير وهو ما فتح به الباب من أجل التعاقد مع فريق وستهام ويفرض نفسه في دوري الأضواء من الباب الكبير، وهذه التجربة الناجحة ربما تدفع اللاعبين إلى مضاعفة المجهود، إضافة إلى أن نجاح اللاعبين العرب يفتح الباب أمام مواهب أخرى من أجل خوض تجربة من بوابة (تشامبيونتشيب) في المواسم القادمة ويفتحون الباب أمام لاعبين ينشطون في دوريات عربية من أجل الاحتراف في إنكلترا.
ويبرز المغربي أنس الزوروي من بين اللاعبين المتألقين، فصاحب 22 عاما شارك مع فريقه بيرنلي في 29 مباراة هذا الموسم وسجل 6 أهداف، وخلال 39 مباراة في كل المسابقات سجل 12 هدفاً، وهي أرقام جيدة بلا شك والسبب المباشر الذي قاده إلى تمثيل منتخب المغرب في مونديال قطر، حيث منحه المدرب وليد الركراكي الفرصة.
ورغم أنه لا يلعب أساسياً في صفوف منتخب أسود الأطلس، إلا أن ذلك لا يعني أنه غير قادر على أن يكون خياراً مهماً في المستقبل لاسيما بعد أن ضمن فريقه بيرنلي الصعود إلى البريمييرليغ الموسم القادم وبالتالي سيكون أمام فرصة كبيرة من أجل إظهار حسن استعداده وقد ينال فرصة الانتقال إلى فريق جديد، إذ أكدت عديد المصادر أن نادي مرسيليا الفرنسي، يُلاحق النجم المغربي ويعتزم تقديم عرض للتعاقد معه، ذلك أن تجارب النادي الفرنسي مع النجوم المغربية تدفعه إلى التعاقد مع الزوروي خاصة وأن أمين حارث تألق في بداية الموسم الحالي وكان من أفضل لاعبي الفريق قبل إصابته.
كما يبرز لاعب مغربي آخر وهو عمران لوزة، صاحب 23 عاما، بما أنه متألق مع فريق واتفورد، فرغم أنه لم يشارك في كل المباريات هذا الموسم إلا أن حضوره كان مؤثراً فخلال 16 مباراة سجل 4 أهداف وهو رقم جيد بلا شك قياسا بعدد المباريات وصعوبة المهمة، وقد برز في المباراة الأخيرة بتسجيل هدف لفريقه قد يساعده على دعم فرصه في الرحيل عن النادي في حال قرّر البحث عن فريق جديد في الموسم القادم.
واستفاد لاعب مغربي آخر من منافسات الدرجة الإنكليزية لينضم إلى كتيبة المدرب وليد الركراكي وهو إلياس شاعر، الذي يقدم مستويات جيدة مع فريق كوينز بارك رينجرز، حيث يشارك مع فريقه بشكل مستمر وفي هذا الموسم كان حاضراً في 35 مباراة سجل خلالها صاحب 25 سنة، 5 أهداف. ويملك شاعر خبرة بمنافسات كرة القدم الإنكليزية وهو ينتظر التمتع بفرصة مع المنتخب المغربي بما أنه لا يشارك بانتظام مع منتخب أسود الأطلس، بسبب قوة المنافسة في المنتخب ولكنه قادر على تقديم الإضافة خاصة وأنه يملك مهارات فردية عالية قد تصنع الفارق في حال ثبته الركراكي أساسياً.
وفضّل التونسي حنبعل المجبري، الانتقال إلى فريق برمنغهام الإنكليزي، رغم أنه كان أمام فرصة الانتقال إلى أندية أخرى في إسبانيا أو فرنسا، وذلك بعد أن توفرت له ضمانات اللعب بانتظام وبالتالي تجاوز الأزمة التي كان يعاني منها مع مانشستر يونايتد حيث كان لا يشارك إلا نادرا في نهاية الموسم لبعض الدقائق.
وهذا الاختيار كان موفقاً وتأكد من خلال تحسّن أداء المجبري مع منتخب تونس في المباريات الأخيرة عندما قدم مردودا مميزاً في مواجهة منتخب ليبيا، كما ارتفعت قيمته السوقية مع تزايد الأخبار عن إمكانية انضمامه إلى فريق في الدرجة الإنكليزية الأولى في الموسم القادم، كما أنه رفض العودة إلى مانشستر يونايتد في الميركاتو الشتوي من أجل كسب المزيد من الخبرة مع فريقه الحالي.
ورغم أن المجبري لم يشارك في آخر المباريات أساسياً وكان احتياطياً في معظم المواجهات إلا أنّه قادر على التدارك والاستفادة من هذه التجربة التي قد تغير الكثير في مستقبله بما أنه شارك في 33 مباراة مع فريقه وسجل هدفاً وبالتالي شهدت مسيرته منعرجاً كبيراً بلا شك.
كما اختار التونسي الآخر، عمر الرقيق، الانتقال إلى فريق ويغان الذي يُنافس في الدرجة الثانية بدوره، ذلك أن اللاعب لا يريد البقاء احتياطيا في الدرجة الأولى الهولندية وبالاتفاق مع فريقه أرسنال الذي يرتبط معه بعقد، فقد اختار خوض تجربة إنكليزية، فخلال بداية الموسم شارك في 6 مباريات فقط وخلالها لعب 33 دقيقة فقط، وفقاً لأرقام خاصة في موقع (ترانسفيرماركت) المختص. ولكن منذ انتقاله إلى ويغان في الميركاتو الشتوي، شارك في 7 مباريات بمجموع 444 دقيقة وبالتالي حقق الهدف الذي كان يسعى إليه، بما أنّه يريد أن يضمن المشاركة في عدد كبير من المباريات حتى يكون قادراً على كسب التحدي ويعود إلى المنتخب التونسي بعد استبعاده في المباريات الأخيرة، وربما يستفيد الرقيق من هذا النجاح من أجل العودة إلى فريق أرسنال من الباب الكبير في الموسم القادم.