التغيرات التي يشهدها العالم، والمشاكل والفتن التي خلقتها الإدارات الأمريكية من عهد أوباما وحتى الآن والتي كانت تهدف إلى تشظي الدول العربية إلى كيانات ضعيفة لا حول لها ولا قوة وبالتالي بقاؤها تحت الهيمنة الأمريكية وما يرافق ذلك من نهب منظم وغير شرعي لثروات الدول العربية، كل ذلك يجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة لمواجهات السياسات الأمريكية الاستعمارية في المنطقة والاستفادة من التغيرات في العالم بما يعود بالفائدة على الشعوب العربية.
زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان واستقبال السيد الرئيس بشار الأسد له في قصر الشعب يأتي في إطار التوجه العربي لتصفير المشاكل التي خلفتها الولايات المتحدة الأمريكية وزيادة التعاون بين سورية والمملكة العربية السعودية الذي يخدم أمن واستقرار المنطقة والقضاء على الإرهاب ودحر العدوان الذي تتعرض له سورية.
كما أن الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد إلى كل من المملكة العربية السعودية والجزائر وتونس تأتي في إطار استعادة التعاون العربي وإيجاد الآليات المناسبة للتعامل مع قضايا المنطقة ولاسيما أن التغيرات في المنطقة تشير إلى فشل مخططات الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال الاسرائيلي في جعل المنطقة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار لاسيما بعد توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران برعاية الصين التي تتبع سياسة تصالحية بثقلها السياسي والاقتصادي وما يترتب على ذلك من ردود أمريكية عدوانية معرقلة لأمن واستقرار المنطقة.
انشغال العالم بالحرب الأوكرانية الروسية وظهور الصين كقوة اقتصادية وسياسية تصالحية وإفشال المخطط الأمريكي في تايوان وما تشهده الحرب الأوكرانية الروسية من هزيمة لأمريكا والدول الأوروبية الاستعمارية، كل ذلك يجعل من المرحلة المقبلة مرحلة في غاية الأهمية تتطلب المزيد من التعاون العربي لمواجهة المخططات الصهيو أمريكية التي تهدف إلى عرقلة الخطط التصالحية بين إيران ودول الخليج عامة ومع المملكة العربية السعودية خاصة وكذلك محاولتها إبقاء الدول العربية في حالة من التوتر والنزاعات فيما بينها، الأمر الذي يجعل من الحراك السياسي لقادة الدول العربية من أجل تفعيل التضامن العربي وزيادة التعاون ومحاولة تصفير المشاكل أهمية بالغة تصب في خدمة الشعوب العربية واستعادة الدور العربي في القضايا الإقليمية والدولية الذي يخدم أمن واستقرار المنطقة والعالم.