تجحظ عينا الإسرائيلي.. زائر دبلوماسي سعودي كبير في دمشق.. وزير الخارجية فيصل بن فرحان يحمل رسائل السلام والتسوية من ملك السعودية إلى السوريين.. المصافحة للمستقبل لوحدة وسيادة سورية، لشفاء جراحها وجراح المنطقة بعد كل المفخخات السياسية الإرهابية التي وضعها الغرب بخرائط كونداليزا رايس.. مشهد أرعب نتنياهو ووصفه الإعلام الصهيوني بالمقلق.
كيف للحضن العربي أن يركض لعناق سورية قافزاً فوق كل الحواجز والشقاق التي زرعها الإسرائيليون والأميركيون والغرب بأكمله على مدى عقود من الحروب والمخططات بين دمشق ومحيطها العربي.. كيف لسورية أن تنتصر وينقلب المشهد في غرف الاستخبارات الإسرائيلية والغربية التي سعت لأن تكون (دولة فاشلة) وإذ بها تنجح في صد كل الضربات، وتتفوق بالسياسة والدبلوماسية وبقوة جيشها وشعبها.. كيف فعلتها سورية؟
سؤال يكاد يفجر عقول الإسرائيليين والغرب.. بينما تتوزع الإجابة في كل التغييرات الحاصلة في المنطقة والعالم.. ليس فقط صمود السوريين والتشبث بأرضهم وإن كان باكورة ما يحصل، لكن الكل العربي والإقليمي والعالمي لم يعد يثق بأميركا وسياساتها وتحالفاتها التي لم تجلب سوى الخراب للشعوب والدول وأرقام الموت وبورصاته على شاشات ديمقراطية واشنطن.
الكل بات مؤمناً بعالم متعدد الأقطاب قائماً على أساس احترام الدول ومصالحها، وليس على أن أميركا أولاً، والتي غزت واحتلت بكل فجاجة بحجة محاربة الإرهاب، وإذ به ذراع للسياسة الأميركية أطلقته لتصل إلى احتلال الدول ونهب ثرواتها والأمثلة قائمة في سرقة النفط السوري والعراقي أيضاً..
المنطقة وصلت بحرائقها إلى حافة التوبة من الوثوق بالأميركي، تستجدي قطرات السلام والاستقرار كلها من دون استثناء.
ولأنها السعودية صاحبة الدور المؤثر عربياً وإسلامياً وصاحبة المشروع المشرق لمستقبلها تدرك أن السلام والاستقرار يحققان التنمية المستدامة ولا مجال للحروب بعد، مناخ الاستقرار لن يتحقق إلا بالسلام في سورية ودورها العروبي المؤثر .. لذلك كانت المصافحة بين السعودية وسورية أسرع من استيعاب الكيان الإسرائيلي الذي تمزقت مشاريعه السابقة واللاحقة في المنطقة دفعة واحدة، وبات سرطانه يتحاصر، وما يخشاه الإسرائيليون هو بتر ه، لذلك بدأ السم الإسرائيلي ينفث من فم إعلامه ويهيج اميركا بأن المصالحة السورية السعودية والإيرانية السعودية هي تغيير إقليمي مرعب وفوز للسياسة الصينية والروسية على أميركا في منطقة الشرق الأوسط… قد أخطأت إسرائيل في حساباتها، ولكنها هذه المرة تقول الحقيقة، فالمشهد مرعب من زاوية رؤيتها.

التالي