الثورة- هراير جوانيان:
تراجعت أرقام العديد من المهاجمين البارزين في الدوريات الأوروبية مع اقتراب الموسم من نهايته، حيث يُواجه نجوم بارزون أزمات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، والبعض منهم تعرض إلى انتقادات كبيرة بالنظر إلى خيبة الأمل التي أصابت الجماهير أمام عجزهم عن إحراز الأهداف أو المساهمة في الانتصارات.
ويظهر السنغالي ساديو ماني، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، من بين اللاعبين الذين تراجع مستواهم كثيراً في المباريات الأخيرة، حيث فشل في استعادة مستواه السابق قبل إصابته في آخر مباريات الدوري الألماني، قبل توقف النشاط في نهاية العام الماضي تحضيراً لنهائيات كأس العالم. وقبل إصابته، واجه ماني بعض الانتقادات، ولكن الأهداف التي سجلها مع الفريق في عدد من المباريات، وكذلك سيطرة البافاري على الدوري الألماني أو التأهل السهل في دوري أبطال أوروبا، جعلت الجميع يجد تفسيراً لهذا التراجع وهو عدم انسجامه مع أسلوب الأندية الألمانية، وأنه بعد مرور الوقت، سيستعيد مهاراته مثلما كان متألقاً مع فريقه السابق ليفربول، ولكن هذا الأمر لم يحصل.
وخلال 30 مباراة شارك فيها النجم السنغالي مع بايرن في كل المسابقات، سجل 11 هدفاً فقط، منها 6 أهداف في الدوري الألماني، وهو رقم ضعيف بلا شك، خاصة في حال مقارنته بأهداف النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي رحل عن النادي في هذا الموسم وكان يفترض أن يعوضه ماني، ولكنه فشل في إثبات أحقيته بأن يقود هجوم البافاري رغم أنه تعهد منذ أيام قليلة بأنه سيستعيد مستواه سريعاً.
وخيّب البلجيكي روميلو لوكاكو آمال جماهير فريقه إنتر ميلانو الإيطالي، التي كانت تعتقد أن عودة نجم الفريق في موسم التتويج بالكالتشيو ستكون كافية لقيادة الإنتر نحو أفضل النتائج في الدوري الإيطالي أو دوري أبطال أوروبا، ولكن لوكاكو فشل بشكل كبير، ففي بداية الموسم، تعرض إلى إصابات عديدة وغاب عن عدد كبير جداً من المباريات، وبعد مشاركته في نهائيات كأس العالم، غابت إضافته بما أنه لا يسجل أهدافاً إلا من ركلات الجزاء، في وقت تألق فيه مع منتخب بلاده في آخر معسكر، وخلال آخر مباريات في الدوري، تسبب في إضاعة الكثير من الأهداف، حيث أهدر فرصاً سهلة في مواجهة فيورنتينا ثم في مواجهة ساليرنيتانا، وبعض الكرات التي أهدرها لوكاكو كان من السهل تسجيلها، حيث كان سبباً مباشراً في تواضع نتائج الفريق، ما فرض على المدرب سيموني إنزاغي الإبقاء عليه احتياطياً في أكثر من لقاء.
كما يثير تراجع أداء المهاجم الصربي، دوزان فلاهوفيتش، حيرة مدرب جوفنتوس، حيث فشل في التهديف في آخر شهرين، ومنذ أن انطلق الحديث عن قرب انتقاله إلى ريال مدريد الإسباني، لم يسجل الصربي أي هدف في كل المسابقات وبات مركزه الأساسي مهدداً.
ولم تحقق صفقة جواو فيليكس لفريق تشيلسي الإنكليزي الأهداف التي خطط لها، في غياب إضافة اللاعب البرتغالي الذي تلقى صدمة قوية في البداية بعد طرده وغيابه عن المباريات القوية، وعندما عاد للظهور مع الفريق، لم يكن حاسماً في معظم المباريات، ولم يقدر على رفع مستوى الفريق الذي تراجعت نتائجه بشكل كبير للغاية في المباريات الأخيرة، وانقاد إلى هزائم عديدة دفعت إدارة النادي إلى التخلي عن المدرب غراهام بوتر، ولكن في الأثناء، فإن أزمة فيليكس مع فريق أتلتيكو مدريد رافقته إلى الدوري الإنكليزي في محطته الجديدة، وكل المعطيات تؤكد أنّه قد يخسر الكثير بسبب عدم قدرته على التهديف وتواصل إهدار الفرص.
وستكون الفرصة مؤاتية أمام هذه الأسماء من أجل قلب الطاولة في المباريات القادمة، خاصة أن المباريات القوية في نهاية الموسم من شأنها أن تعيد الاعتبار إليهم في حال نجح كل واحد منهم في إحراز المزيد من الأهداف وتدارك الأداء السلبي، خاصة أن هذه المباريات ستكون فرصة الأمل الأخيرة بالنسبة إليهم لتفادي غضب الجماهير.